في كلمته الرائعة والتاريخية أمام البرلمان الألماني لم يخف الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب تقديره للحضارة الأوروبية وقيمها ووجه التحية لأبناء هذه المجتمعات في ترسيخهم قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفرض سيادة القانون، وعند الأخيرة توقفت طويلا في النظر من خلالها إلي الواقع الرياضي عندنا.. وعندهم.. أعرف أن الفوارق شاسعة ما بين مجتمعات رسخت كل هذه القيم الإنسانية لعقود طويلة وأخري تغط في تخلف وجهل وظلم اجتماعي لعقود أطول، لكن من الخطأ والخطر ان نتوقف حتي عن محاولة التحرك للأمام.. بل ونجري للخف بسرعة. عند الحديث عن قيم العدالة وفرض القانون، تطالعنا الأنباء بان المصنفة الأولي عالميا في رياضة التنس الروسية شاراجوفا قد تم إيقافها لثبوت تعاطيها المنشطات، ورغم دورها مع الأممالمتحدة كسفيرة للنوايا الحسنة ومسئولة عن البرنامج الإنمائي مع الناجين من كارثة مفاعل تشيرنوبل 1986، فان الأممالمتحدة قررت تعليق نشاطها الخيري، كما تخلي عدد من الرعاة عن البطلة صاحبة أعلي دخل بين كل رياضيي العالم، والسبب ممارستها الغش الرياضي بتعاطيها المنشطات. وعندنا، لا يتوقف الحديث بالتلميح والتلقيح وأحيانا بالتصريح بان تعاطي المنشطات بين أندية الدوري الممتاز الكروي أصبح ظاهرة عامة، وأن الترامادول سيد الموقف، وأن الحالة البدنية الاستثنائية التي يبدو عليها عدد غير قليل من اللاعبين وفرقهم ليست إلا بفعل هذا الغش الرياضي الذي يشير إليه الكثيرون إعلاميا.. ولا مجيب! أكثر من طبيب في الحقل الرياضي يؤكد لنا أن المنشطات للركب في الدوري. ومع هذا لا نجد انزعاجا من اتحاد الكرة الذي تفرغ اعضاؤه للبحث عن فرصة في قائمة هاني أبوريدة والذي بدوره لم يصارحهم بحقيقة تشديد الفيفا واللجنة الأوليمبية الدولية الحرب علي المنشطات، كما لم يصارحنا أحد من المسئولين عن مصير معمل المنشطات الذي قيل لنا منذ سنوات انه جاهز للتشغيل.. لعله خير! وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز لا تدع الإمام الأكبر يتباكي وحده علي إهدار قيم العدالة والمساواة وغياب القانون وأعلنها حربا صريحة علي الغشاشين وتحليل المنشطات سريعا في الدوري.. وللبعثة الأوليمية من الآن.. وقبل الفضيحة!