سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
45 يوماً من بدء الجلسات.. و«النواب» مازال يبحث عن الاستقرار أبو المجد: رئيس البرلمان يجتهد وهناك من يحاول تعطيله .. باسل: المجلس يفتقد البوصلة السياسية
مناقشات حادة خلال إحدى جلسات البرلمان 45 يوما مروا علي بدء انعقاد جلسات مجلس النواب شهدت العديد من المشادات والاختلافات والاعتراضات والمشاحنات.. طرد واعتذارات.. شد وجذب وغيرها من المشاهد التي سيطرت علي المجلس في الفترة الماضية وصفها البعض بالاداء الهزيل وغير اللائق ببرلمان الثورة والبعض الآخر أكد انه لم يؤد دوره بالشكل المطلوب حتي الآن.. «الأخبار» استطلعت آراء النواب والسياسيين حول اداء البرلمان وما الذي يتوقعونه له في الفترة القادمة. مناخ غير صحي في البداية أعربت النائبة انيسة حسونة عن قلقها ان يؤدي الخلاف بين النواب إلي افساد قضايا الود والموضوعية، وزيادة حالة الاستقطاب التي تؤدي إلي ان يكون البرلمان في مرمي نيران النقد، مشيرة إلي ان استخدام الصوت العالي يخلق مناخا غير صحي. وشددت حسونة في تصريح ل«الأخبار» ان الاحترام المتبادل يجب ان يسود بدلا من الصياح المتبادل الذي يضيع علي المجلس فرص مناقشة بعض المقترحات من النواب التي من الممكن ان تكون محل نظر وافضل مما يتم تقديمه في تقارير اللجان المختلفة. وقالت د. انيسة حسونة ان المجلس مازال في بدايته، وفي مرحلة اعادة البناء من الداخل والتي تتوقف علي اقرار اللائحة، التي ستنظم وتضبط الايقاع داخله وتحكم ممارسات النواب، خاصة ان الازمة الرئيسية للبرلمان منذ انعقاده هي انتزاع حق الكلمة عنوة وهو الامر الذي يخلق حالة الهرج والمرج التي يظهر بها المجلس، معربة عن تفاؤلها بأن المجلس سيكون له وجه جديد فور الانتهاء من اللائحة واستقرار الاوضاع داخله وتشكيل لجانه النوعية. ودعت حسونة إلي ضرورة التوقف عن الصياح والتهليل والتصفيق التي تبرز حال تصويت المجلس علي طرد احد النواب، وضرورة ضبط نغمة المناقشة بين النواب دون اتهام بعضنا البعض، لأن القلق من ان تجرنا الخلافات إلي مسار بعيد عن رسالة المجلس ووظيفته في التشريع والرقابة بشكل يجعل المواطن يشعر بأن النواب خيبوا اماله. وقال النائب اسامة ابو المجد ان عدم تفعيل دور المجلس حتي الآن في ممارسة دوره الرقابي علي الحكومة تسبب في وجود نوع من المشاحنات داخل المجلس فالنواب يريدون تقديم طلبات احاطة للحكومة ولكنهم غير قادرين علي ذلك حتي الآن بسبب عدم انتهاء المجلس من اقرار مشروع لائحته الداخلية وهو ما اعطي صورة لدي الناس والنواب أنفسهم بان المجلس لم يقم بالاداء المطلوب. وقفة حاسمة وتوقع ابو المجد ان يستشعر النواب خلال الايام القادمة انه يجب ان يكون هناك وقفة حاسمة وسريعة في انهاء اللائحة وان يختلف الاداء في الفترة القادمة. واكد ان الدكتور علي عبد العال يحتاج من جميع النواب ان يساعدوه في انضباط الجلسات لكي يؤدي دوره قائلا : « نحن لسنا في مدرسة نحن في برلمان مصر.» واوضح ان سلوكيات النواب داخل الجلسة العامة يجب ان تكون اكبر من ذلك ويجب ابعاد المشاكل الشخصية خارج ساحة المجلس تماما وان نتفرغ إلي مشاكل البلد مشيرا إلي ان عبد العال يجاهد في ادارة الجلسة ولكن هناك فئة معينة لا تساعده علي ذلك وتحاول ان تعطله ولكن الاغلبية غير موافقة علي ما يحدث. ومن جانبه قال النائب علي عبد الونيس ان البرلمان لم يقم بدوره حتي الآن ولا يوجد اداء واضح وان ما تم في الفترة السابقة هو حلف اليمين وانتخاب رئيس المجلس والوكيلين واقرار القوانين التي صدرت في غياب المجلس وحاليا يتم مناقشة اللائحة الداخلية للمجلس. واضاف ان البرلمان لم يقم باي دور حتي الآن غير البناء ولذلك نجد هناك شدا وجذبا والبعض يريد المصلحة العامة والبعض يريد لمصلحة الشخصية موضحا ان هذه الاختلافات تعتبر ظاهرة صحية وان هذا البرلمان يوجد به نواب من مختلف المجالات والتخصصات ولذلك سوف نجد اصلاحات واعتراضات كثير وان كله للمصلحة العامة. برلمان حر واشار إلي ان ادارة الدكتور علي عبد العال رجل قانون وانه لاول مرة يدير مجلس النواب وان هذا البرلمان مختلف عكس اي برلمانات اخري فهو برلمان حر والناس تعترض وتقول رأيها وان الامر صعب حتي يحدث توافق قائلا : ان كان د. علي عبد العال لا يدير الجلسات بنسبة 100 % لكنه إلي حد ما معقول ايضا. وحول البطء في مناقشات مشروع قانون اللائحة الداخلية للمجلس قال عبد الونيس : « ان هناك مواد نمطية لا يجب الاختلاف عليها ولكن هذا لا يمنع ان يقول النائب رأيه فيها وان الاقتراحات حول مواد المشروع كثيرة وانه يوجد الآن توافق بين النواب حول اللائحة وفي خلال اسبوعين سوف يتم اقرار المشروع. وقال النائب عصمت زايد ان الكل في البرلمان يؤدي اداء جيدا والكل يتنافس علي الاحسن وان الشد والجذب الذي يحدث في البرلمان يحدث في معظم برلمانات العالم وان التنافس الذي يحدث الآن داخل البرلمان يعتبر ظاهرة صحية، متوقعا ان يكون الاداء افضل في الفترة القادمة. واوضح ان تواجد التنافس داخل المجلس يصب في المصلحة العامة والتنافس علي اداء خدمة جيدة مشيرا إلي ان ادارة الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس للجلسات ادارة حكيمة ومكسب للمجلس. وقال البرلماني السابق باسل عادل ان اداء مجلس النواب ماهو الا «ضجيج بلا طحين»، مشيرا إلي ان المجلس يفتقد إلي البوصلة السياسية، وبدأ في الاتجاه إلي الزوايا الشخصية بالنسبة لمشاهير النواب اما النواب غير المعروفين فسيتجهون إلي منافع الدوائر التي يمثلونها والتي تمثل مصالح خاصة لهم ايضا. واوضح عادل في تصريح ل « لاخبار « الي ان عدد النواب 596 نائبا هو عدد كبير جدا يسبب ارتباكا لعمل المجلس فتجد ان الخلافات والضجيج والصياح والمشادات اكثر بكثير من الانتاج. عثرات تشريعية وقال أكمل نجاتي عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن ان البرلمان وضع بين شقي الرحي، ما بين طموحات وامال الشعب التي لا سقف لها وبين عثرات تشريعية تمثلت في تمرير القوانين التي صدرت في غيبته ومناقشات اللائحة الجديدة التي تضم أكثر من 400 مادة وهو رقم كبير جدا. وأضاف ان البرلمان حتي الآن مجني عليه لأن اغلب من ينشر عنه في الاعلام هي الخلافات بحجم طبيعة الوقائع التي لا يمكن اغفالها، وفي نفس الوقت هناك الكثير من الانشطة داخل المجلس التي لا تغطي علي الوجه الأكمل، مشيرا إلي ان البرلمان يعاني من عدم وجود اغلبية مطلقة وهذا يؤثر سلبا علي الأداء النيابي، كما ان الأداء الرقابي علي الحكومة لم يبدأ حتي الآن. وشدد نجاتي علي ان استمرار البرلمان بهذه الصورة سيفقده ثقة الجماهير التي انتخبته.