حسين سالم.. رجل شديد الذكاء وشديد الطموح أيضا. ولم يقنع بدوره كضابط مخابرات وانما بدأ البحث عن المال مستغلا وظيفته.. وتقرب من الرئيس الراحل أنور السادات خاصة بعد تعيين صديقه القديم حسني مبارك نائبا لرئيس الجمهورية عام 5791. وتصاعدت علاقات حسين سالم مع رجال المال والنفوذ محتميا بصداقته بمبارك »النائب« والسادات »الرئيس« وقتها وتوجه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي إلي أمريكا وبدأرحلة جمع ملايين الدولارات في ظل هذه الحماية.. وفي اعقاب اغتيال الرئيس السادات عام 1891 في حادث المنصة كان نجل الرئيس السادات »جمال« في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وعاد إلي القاهرة علي متن طائرة حسين سالم الخاصة. وتولي حسني مبارك حكم مصر بعد اغتيال السادات.. ووجد حسين سالم في صديقه القديم ضالته المنشودة وارتفعت ارصدته من الملايين في عدة سنوات قليلة حتي جاء الكاتب الصحفي الأمريكي بوب ودورد والقي الضوء من خلال كتابه الشهير »الحجاب« علي ما يجري وراء الستار. كشف »بوب ودورد« في كتابه الخطير عن ان شركة اسمها »الأجنحة البيضاء« والتي تم تسجيلها في فرنسا هي المورد الرئيسي لتجارة السلاح في مصر وان هذه الشركة تضم 4 مؤسسين هم »منير ثابت« شقيق سوان مبارك و»حسين سالم« و»حسني مبارك« و»عبدالحكيم أبوغزالة« وقال ودورد في كتابه ان هذه الشركة تم تأسيسها وقت كان مبارك نائبا لرئيس الجمهورية. والتقط النائب علوي حافظ كتاب ودورد وتقدم بطلب احاطة في مجلس الشعب.. وكانت تلك الواقعة هي بداية بزوغ اسم حسين سالم علي الساحة المصرية خاصة بعد الكشف عن قضية خطيرة كانت تنظرها محكمة فيرجينيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية وتحمل رقم 741 لسنة 38 وكان المتهم فيها حسين سالم مع اثنين من عملاء جهاز المخابرات الأمريكية (CIA) بالاضافة إلي رئيس وزراء مصري اسبق وعدد من رجال حكم مبارك »!«. وظهر اسم حسين سالم مرة أخري في قضايا أخري منها قضية تهرب من سداد قروض للبنوك وقضية اسهم في احدي شركات البترول العالمية والتي أخذ بضمانها قرضا من أحد البنوك ورفض سداده وانتهت القضية بحلول البنك الأهلي محله في الشركة وتم سداد القرض من أموال المصريين لتمر القضية في هدوء. هكذا كان نفوذ حسين سالم في مصر. لكن النفوذ الأكبر له كان في شرم الشيخ التي تحولت إلي مملكة باسم الملياردير المصري حسين سالم حيث كان أول المستثمرين في المنطقة منذ عام 2891. وبالتالي لم يكن مستغربا أن يملك الرجل »خليج نعمة« بالكامل تقريبا من فنادق إلي كافيتريات إلي بازارات، وغني عن القول أن خليج نعمة كان أهم أهداف تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة. كما يعد موفنبك جولي فيل، من أكبر المنتجعات السياحية في المنطقة، وقد أوصي صاحبه حسين سالم عند بنائه باقامة قصر علي أطرافه، تم تصميمه وتجهيزه علي أحدث الطرق العالمية، ليفاجئ الجميع باهدائه إلي الرئيس مبارك، ليصبح المصيف البديل لقصر المنتزه، كما أقام مسجد السلام بشرم الشيخ علي نفقته الخاصة، والتي بلغت تكلفته 2 مليون جنيه، خلال اقل من شهرين، عندما علم أن الرئيس سيقضي أجازة العيد في المنتجع الشهير، وأهداه للقوات المسلحة، ويعد حسين سالم صاحب وراعي فكرة مسابقات الجولف العالمية، والتي تقام سنويا في شرم تحت رعايته شخصيا. يمتلك حسين سالم شركة شرق المتوسط للغاز EMG، التي قامت بتوقيع الشراكة مع اسرائيل، تشارك فيها الحكومة المصرية ب01٪ فقط في حين يمتلك الجانب الاسرائيلي، المتمثل في رجل الأعمال »يوسي ميمان« 52٪ فيما يملك سالم باقي الأسهم. وتنص بنود الاتفاقية علي ان تقوم الشركة بتصدير 021 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلي اسرائيل مقابل 82 مليار دولار فقط، كما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، وهذا هو الاتفاق الأول من ضمن ثلاث اتفاقات لم يتم التصريح عنها بعد. حصل يوسف مايمان وشريكه حسين سالم علي قرض رئيسي من البنك الاهلي المصري قدره 380 مليون دولار.. كما حصلت الشركة علي قروض أخري من بنوك الاتحاد الأوروبي وغيرها، بدا ضخ الغاز إلي اسرائيل في مارس 8002، ومع هذا قام الشريكان الرئيسيان، يوسف ميمان وحسين سالم ببيع حصتهما بالتدريج في عام 7002 أي قبل الضخ الفعلي للغاز وذلك علي النحو التالي: بزع يوسف مايمان نصف حصته أي 5.21٪ من اسهم الشركة إلي شركة أمبال AMPAL الأمريكية بمبلغ 8.852 مليون دولار ثم قام ببيع 8.1٪ من أسهم الشركة بمبلغ 04 مليون دولار.. وبعدها 4.4٪ من الأسهم بمبلغ 001 مليون دولار. وحذا حسين سالم حذو مايمان في بيع الأسهم وباع 21٪ من أسهم الشركة بمبلغ 062 مليون دولار وفي نوفمبر عام 7002 باع حسين سالم 52٪ من الاسهم لشركة PTT التايلاندية بمبلغ 9.684 مليون دولار، كما تفاوض علي بيع 01٪ من الأهم إلي سام زل وهو مالك كبير للعقارات اسرائيلي أمريكي، مقره شيكاغو ولم يعلن عن قيمة الصفقة رغم اعلان ان شركة شرق المتوسط تساوي وقتها 2.2 بليون دولار بمعني ان صفقة »سام زيل« مع حسين سالم تقدر قيمتها ب022 مليون دولار. نصيب حسين سالم 56٪ من مجموع الأسهم، باع منها 21٪ ثم 52٪ ثم 01٪ المجموع 74٪ أي باقي من حصته 81٪ هذا إذا لم يكن قد تصرف فيه، وبالارقام جملة المبيعات بلغت حوالي 769 مليون دولار ولايزال في حوزته ما يقدر بحوالي 693 مليون دولار أي اجمالي نصيبه ما يعادل بليون و063 مليون دولار.. مع خصم نصيبه في التكلفة الفعلية 964٪ X65 والناتج حوالي 503 مليون دولار، تخصم من ثمن البيع يعني الصافي حوالي بليون دولار مشفية ومعاها شوية فكة حوالي 55 مليون دولار يعني زاد رصيده حوالي بليون دولار قبل أن يبدأ ضخ الغاز، علاوة علي ان القروض وخاصة من البنك الأهلي المصري غطت تكاليف الأنشاء كما ان الخط الذي ينقل الغاز من مصدره إلي العريش وهي محطة بداية خط أنابيب شركة شرق المتوسط قامت الدولة بإنشائه علي نفقتها هذه الصفقة غريبة في نوعها حتي أن صحيفة هاآرتس الاسرائيلية نشرت مقالا بعنوان »تحقيق أرباح من غاز بدون الغاز« Turning aprofit on gas without the gas وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان شركة شرق المتوسط للغاز المصرية أبرمت عقدا بقيمة ملياري دولار لتزويد شركة دوراد إينرجي الاسرائيلية بالغاز الطبيعي لمدة 51 عاما نظير مائة مليون دولار عن كل سنة اضافية، وقالت ان هذا العقد يدشن إمدادات الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل. وشركة شرق البحر المتوسط للغاز مسجلة في المنطقة الحرة بمصر، وهي الشركة الوحيدة التي تملك الحق في تصدير الغاز من مصر إلي اسرائيل والعميل الرئيسي للشركة هي مؤسسة الكهرباء الاسرائيلية التي ستشتري منها نحو 602 ملايين قدم مكعب يوميا طوال 51 عاما. وشركة شرق البحر المتوسط للغاز مملوكة لثلاثة مساهمين رئيسيين هم رجل الأعمال المصري الشهير حسين سالم بنسبة 56٪ ورجل الأعمال الاسرائيلي يوسي ميلمان بنسبة 52٪ وشركة الغاز المصرية بنسبة 01٪. وتأسست شركة شرق البحر المتوسط للغاز في العام 0002 ويتركز نشاطها في إنشاء وتملك وإدارة شبكة من خطوط الأنابيب لنقل وتصدير الغاز إلي منطقة حوض البحر المتوسط وفقا لوزارة البترول المصرية وتقول الوزارة إن شركة مرهاف السويسرية تمتلك حصة 52٪ في شركة شرق البحر المتوسط للغاز.