كثف الطامحون لرئاسة الولاياتالمتحدة في كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لقاءاتهم ودعواتهم الأمريكيين للخروج والتصويت في الانتخابات التمهيدية التي بدأت في ولاية أيوا اعتبارا من الساعة الثالثة قبيل فجر اليوم (الثلاثاء) بتوقيت القاهرة. ورغم تصدر «هيلاري كلينتون» معسكر الديمقراطيين و«دونالد ترامب» معسكر الجمهوريين، إلا أن الحملات الدعائية للمرشحين في الولاية والتي بلغت تكلفتها نحو 150 مليون دولار، أفرزت سباقا محموما بين مرشحين يكادون يلحقون ببعضهم البعض في تفضيلات الناخبين. وفي آخر لقاءاتها الانتخابية حثت كلينتون الناخبين علي تأييدها قائلة «تمسكوا بي.. تمسكوا بخطة موجودة.. وبالخبرة». ووجهت كلينتون هجومها للجمهوريين حيث اتهمتهم باستغلال قضية استبدالها البريد الالكتروني الحكومي بآخر خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، وقالت في تصريحات تليفزيونية «هذا كثير من الضجيج من اجل لا شيء». وكررت كلينتون تأكيدها انها لم تكن تعتقد انها ترتكب اي خطأ حين استخدمت بريدا خاصا في مراسلاتها الالكترونية الرسمية. وكان منافسوها الجمهوريون قد جددوا هجومهم عليها معتبرين ان تصرفها ذلك «ينم عن عدم أهلية لتبوؤ سدة الرئاسة». ولكن خلافا للمرشحين الجمهوريين فان المنافس الابرز لكلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي «بيرني ساندرز» امتنع عن استغلال هذه القضية في حملته الانتخابية، مكتفيا بالقول ان القضية قد تقلل من فرصها في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل اذا ما تأهلت لخوضها عن الحزب الديمقراطي. وفي آخر لقاءاته الانتخابية في أيوا، دعا ساندرز الناخبين الديمقراطيين إلي مساعدته في «صنع التاريخ» وإرسال رسالة إلي هؤلاء الذين يدعمون التقاليد السياسية التي وعد بالثورة عليها. وقال ساندرز «تعاونوا في إبلاغ المليارديرات أنهم لا يمكنهم السيطرة علي كل شئ». وفي اشارة علي قوة حملته، أعلن فريق ساندرز عن تمكنه من جمع 20 مليون دولار من التبرعات للحملة الانتخابية خلال شهر يناير الماضي وحده. وستمثل انتخابات أيوا وهي الأولي في موسم الاقتراع التمهيدي الذي يجريه الحزبان - لاختيار كل منهما لمرشح في السباق النهائي للبيت الأبيض في نوفمبر 2016 – اختبارا مهما أيضا في المعسكر الجمهوري. فبحسب مراقبين، سوف يكشف الاقتراع عما اذا كان المرشح المتصدر «دونالد ترامب» والمثير للجدل قد تمكن فعلا من تحويل الزخم الإعلامي الذي أحاط به طوال الفترة الماضية إلي معدلات تأييد بين صفوف الناخبين. ورغم تكثيف حملته في الولاية، الا ان ترامب أعرب في آخر لقاءاته قبل بدء الاقتراع عن خشيته من الخسارة موضحا «يقولون ان أثرا نفسيا سيئا يحدث.. ولا أعرف ذلك بعد». وينقسم تيار اليمين الديني في الولاية بين ترامب ومنافسه الأبرز «تيد كروز»، لذلك اختار كثيرون من المسيحيين المحافظين كروز الذي ينتمي إلي حزب «الشاي» والمكروه في الكونجرس بسبب تعطيله الدائم للقرارات. في المقابل فقد أدار كروز حملة واسعة شملت زيارة كل بلدات الولاية ال99، كما أجري لقاءات مع القادة المحافظين والانجليكانيين النافذين فيها. وبحسب المراقبين فإن السباق بين ترامب وكروز ستحسمه بدرجة كبيرة معدلات مشاركة الناخبين. وبعد انتخابات ايوا تنظم الثلاثاء المقبل الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير ثم الولايات الاخري حتي يونيو.