تبدأ بعد ساعات الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية بولاية أيوا لاختيار مرشح الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وذلك لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في شهر نوفمبر المقبل. وتعتبر الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا، حسبما يرى المحللون السياسيون الأمريكيون، اختبارا قاسيا يضع على المحك قدرة كل مرشح على التفاوض خلال المراحل المقبلة من الحملة الانتخابية. وكانت ولاية أيوا الواقعة في وسط الغرب الأمريكي اكتسبت شهرتها خلال الانتخابات الرئاسية عام 1976، حينما تمكن الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي كان يعتبر شخصية مغمورة حينها، من تحقيق تقدم مفاجئ بعد اللقاءات والأنشطة التي أجراها في مختلف مقاطعات هذه الولاية. ومنذ ذلك الحين، يحرص مرشحو الحزبين معا على تخصيص جزء مهم من جدول أعمالهم لهذه الولاية في محاولة لاستمالة الناخبين المحليين والحصول على دعمهم. ومن المقرر أن تبدأ عملية التصويت في ولاية أيوا في الساعة الثامنة مساءً في 1681 مجمعا انتخابيا. وكثف المرشحون الجمهوريون والديموقراطيون جولاتهم الانتخابية في ولاية أيوا، أمس، على أمل أن يعطيهم الفوز بأصوات الناخبين في هذه الولاية زخما للمضي قدما في جولات الانتخابات التمهيدية القادمة، وحضر كل من المرشح الجمهوري الأوفر حظا الملياردير دونالد ترامب، ومنافسه السيناتور تيد كروز، قداسا مع أنصارهما في الساعات الأخيرة قبل عملية التصويت. في حين نظم "ترامب" لقاءين مع أنصاره حيث ركز على الناخبين المتدينين المحافظين والذين أعلنوا دعمهم له. كما التقى "كروز" الذي يحتل المرتبة الثانية بين المرشحين الجمهوريين بأنصاره أمس في ولاية آيوا. وناشد "كروز" الذي زار جميع مقاطعات الولاية البالغة 99 أنصاره إلى اصطحاب أفراد عائلاتهم وأصدقائهم الى المجمعات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن كروز لجأ إلى تكتيك وصفه مسؤولو ولاية أيوا بأنه غير أخلاقي إذ بعث برسائل إلى الناخبين الأمريكيين بالولاية يحذرهم من مخالفة قواعد الانتخابات إذا لم يتوجهوا إلى المجمعات الانتخابية. وعلى الجانب الآخر، نظمت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية، لقاء بأنصارها بإحدى المدارس الثانوية بحضور زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وابنتها تشيلسي. وحذرت "كلينتون" في كلمتها من أن الولاياتالمتحدة ستواجه مستقبلا مظلما إذا دخل الجمهوريون البيت الأبيض. وضاعف مسؤولو الحملة الانتخابية للسيناتور بيرني ساندرز، من الدعاية عبر البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة حيث طالبوا الناخبين بضرورة الإدلاء بأصواتهم. وأشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي" الأمريكية قبل ساعات من بدء التصويت في ولاية أيوا إلى تقدم المرشح الجمهوري ترامب بنسبة 28% مقابل 23% للسيناتور كروز، بينما احتل السيناتور ماركو روبيو المركز الثالث بنسبة 15%. ومن ناحية أخرى، أظهر الاستطلاع تأييد 45% من الناخبين المحتملين في آيوا لهيلاري كلينتون مقابل 42% لمنافسها السيناتور ساندرز.\ وعلى صعيد آخر، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تشهد ولاية أيوا عاصفة ثلجية ليل الإثنين وصباح الثلاثاء، وهو ما قد يؤثر على نسبة إقبال الناخبين على التصويت، الأمر الذي قد يثير قلق المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.