لن ينكر أحد من المصريين.. ما قام به شبابنا من انتفاضة وصحوة كان من نتائجها المباشرة.. التفاف الناس من كل الفئات والأعمار من المهندس إلي الطبيب.. إلي الصحف.. إلي العامل.. للفلاح. اجتمع الكل علي هدف واحد.. وهو التغيير في كل صوره وأبعاده.. تغيير النظام السياسي.. وما يتعلق به من سلبيات.. واحلال العدالة الاجتماعية.. لتكون حقا لكل فرد من أفراد الشعب المصري. لقد تجلت بوضوح صفات حميدة.. تتمثل في شجاعة واقدام الشعب المصري في تلك الانتفاضة الثورية. ولكن مع كل هذا.. شعرت ورأيت شيئا.. أجد من الضروري والمهم ضرورة لفت النظر إليه.. ان هناك نوعا من التشكيك في بعضنا ضد البعض.. بدأ يتسلل في علاقتنا بالآخرين.. وهذا الأسوأ في كل الأحداث المحيطة بنا.. وهو ما يجب أن نقف أمامه كثيرا.. فلا يصح.. ان تتحول تلك النقطة والصحوة إلي كابوس أو حلم مفزع. فكل فعل من أفعال الإنسان يجب أن يستند إلي قيمة من قيم الأخلاق والدين الحميد. ونحن في هذا المنحني الخطير والتاريخي الذي يحتاج بشدة إلي تحديد خطواتنا.. بوضوح وروية.. نحتاج فيها إلي العودة بقوة واصرار إلي قيمنا الأخلاقية والدينية.. والتمسك بها في معاملاتنا.. مع بعضنا البعض.. حتي ننجح في بناء صرح قوي ومجتمع متماسك.. متضامن متكاتف. والأهم.. من هذا التراجع عن حالة الفوضي الشديدة.. التي تظهر بوضوح في سلوكياتنا.. ومياديننا وشوارعنا.. كل شيء تحول إلي فوضي بشعة.. المصالح تعطلت.. وتحول مجتمعنا إلي سمك.. لبن. يجب علينا كشعب عريق.. صاحب حضار راقية.. نبذ كل تلك السلبيات.. وتجاوز مرحلة التشكيك.. والقضاء علي معاول الهدم.. لتكون 52 يناير.. تلك الانتفاضة الشعبية بداية حقيقية.. لحياة جديدة مزدهرة.. تتحقق فيها كل أحلامنا.. وطموحاتنا وآمالنا.. فلا نحيد عن الطريق القديم.. الذي يؤدي إلي تحقيق أهدافنا التي قامت الثورة من أجلها. [email protected]