أكل العيش صعب فى ايام المطر أكل العيش مر.. لا يعترف بالبرد أو الحر، فرغم الأمطار والبرد ينتظر «الأرزقية» من باعة وعمال مع أصحاب حرف أخري في شوارع العاصمة والمحافظات، لا يعرفون رفاهية الإجازات لأن الحصول عليها يعني أن تظل بطون أبنائهم خاوية! «الرزق يحب الخفية» هكذا أكد حسين حسني من أمام «شادر» الفاكهة الذي وقف أمامه مرتديا ملابسه الثقيلة.. وأشار إلي أنه يعمل بشكل يومي لكي يوفر رزق أسرته ولا يمكن للأمطار أو أي شيء آخر أن يمنعه من العمل، لأن توقفه عن البيع والشراء يعني وقف حال الأسرة كلها.. وأضاف ان جميع العاملين بالشارع من أرزقية وبائعين ليس لديهم مصدر آخر للرزق، «فمش حبة مية هما اللي هيمنعونا نشتغل».. وقفة عم محمود أمام «طاسة» الطعمية تجعله أسعد حظا، حيث يستمد منها بعض الدفء، يقول: «مينفعش ناخد اجازة.. احنا مش موظفين».. لهذا يبدأ العمل منذ الفجر فهناك الكثير ممن يعتمدون عليه لتناول وجبة الفطور، ويضيف: «منقدرش نتأخر عليهم».. وداخل كشك صغير لبيع الحلوي بمنطقة شبرا الخيمة وقف علي أحمد الشاب العشريني يمارس عمله بشكل طبيعي رغم برودة الطقس، وقال: يمنع الطقس السيئ الكثير من الموظفين من الخروج للشوارع بسبب تحولها إلي برك من الوحل.. ورغم أن هذا يؤدي إلي قلة الزبائن إلا أنه يجب أن يفتح الكشك يوميا.. بدوره يجلس سعد إبراهيم أمام «حزمة الشواكيش» في انتظار رزقه اليومي لكي يشتري لأسرته طعام الغداء.. ويؤكد انه لا يملك رفاهية أخذ اجازة بسبب البرد، وهو نفس ما يؤكده محمد عبدالودود «بائع عيش».. أما جمال عبدالرحمن «سائق» فوقف منذ الصباح الباكر أمام سيارته النصف نقل علي أمل ان يحصل علي نقلة يعود بربحها إلي منزله في نهاية اليوم ومعه وجبة أو فاكهة لبناته الخمس، ويؤكد أن أعمال النقل في فصل الشتاء ليست كثيرة ولا يتمكن من إجراء نقلات إلا كل فترة.. لا تختلف الأحوال في المحافظات عن العاصمة، فأكل العيش يجمع بين «الأرزقية» في كل مكان.. تعمل نبوية عبد العال «بائعة خضراوات» في الفيوم وتؤكد أنها موجودة منذ الساعات الأولي للصباح لكي تقوم ببيع الخضر للمواطنين ، دون أن تضع في اعتبارها الجو أو برودته أو حتي الأمطار لأن كل ما يشغلها هو العودة لأولادها بقوت يومهم.. ولا يختلف الحال أيضا لدي مني السقا بائعة الخضر التي أكدت أنها تخرج عقب أداء صلاة الفجر في «عز البرد» لكي تتمكن من بيع منتجاتها للمواطنين وتعود لأولادها في آخر اليوم بما يأكلونه.. ورغم الطقس السيئ في شمال سيناء إلا أنه لم يمنع الباعة الجائلين من الانتشار في الشوارع، وبيع الأسماك علي السيارات والتريسيكلات.