نظم تحالف القوي الوطنية بالسويس مساء أمس الأول احتفالية حاشدة لتأبين شهداء المدينة بالباسلة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية في فترة اشتعال الثورة المصرية المباركة، وقد شهد الاحتفال اللواء أركان حرب جمال الطحلاوي ممثلا عن قيادة الجيش الثالث الميداني وعدد من قادة الحركات السياسية والقوي الوطنية المصرية ومن بينهم الدكتور عبد الحليم قنديل مؤسس حركة كفاية وأيمن نور زعيم حزب الغد وجورج اسحق وأمين أسكندر وكريمة الحفناوي ومحمد الأشقر . وقف الحضور دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء، ثم كلمة لشاعر المقاومة وأيقونة الثورة السويسية كابتن غزالي،الذي ألقي بعضا من قصائده بمواكبة فواصل من أغاني السمسمية عن الثورة والشهداء . وقد ألقي والد أحد شهداء الثورة (إسلام الجنيدي) كلمة أكد فيها أن إبنه الشهيد ليس أغلي عنده من كل شهيد قدمته الثورة المصرية علي طريق الحرية ولكنه كان يأمل أن لا تقام احتفالية لتأبين شهداء السويس وكل شهداء الثورة المصرية قبل القصاص لدمائهم الطاهرة .. مؤكدا أن حبيب العادلي مازال حيا يرزق .. وأن محافظ السويس ومدير أمنها ومأمور قسم السويس مازالوا في مواقعهم أحرار من دون قصاص رغم أن كل واحد من الثلاثة هو مجرم قاتل لأبناء مصر ليس أقل إجراما من شارون، وخلال كلمته تعالت الهتافات المطالبة بالثأر والقصاص للشهداء . د. أيمن نور قدم الشكر للسويس ولشهدائها. وقال أنه لم يأت إلي السويس إلا لينحني لشهدائها وأن مصر التي تقف اليوم لتحيي ذكري شهداء نضالها الثوري علي طريق الحرية إنما تنحني لهم وتتعهد معكم ومعهم أن تبقي ثورتها مشتعلة إلي أن تعود مصر قوية قادرة، مشددا علي أن ما تشهده مصر اليوم حتي بعد صدور قرار تجميد ثروات مبارك وسوزان وجمال وعلاء وزوجتيهما، ليس استردادا لأموال مصر المنهوبة بلا حصر ، وإنما هو استرداد للقيمة واسترداد لكرامتنا التي ظن هؤلاء أن بوسعهم أن يسلبوننا أياها . ودعا نور إلي حملة شعبية لجمع أموال بناء نصب تذكاري لشهداء السويس في أكبر ميادينها، ليكون شاهد يجسد حبنا وحزننا علي شهداء الحرية . وأكد المناضل والمفكر السياسي المصري عبد الحليم قنديل أن قضية السويس هي قضية مصر نفسها، وأن هذه المدينة الباسلة التي انطلقت منها شرارة الثورة وشهدت ارتفاع أول الشهداء هي رمز لمصر كلها، مشيرا إلي أنها احتفظت بمكانها دوما في التاريخ والوجدان المصريين، فكما كانت عاصمة المقاومة في زمن الحرب كانت كذلك عاصمة الدم الشهيد . وقال أن السويس التي شهدت صعود الذين هبروا فوق دم الذين عبروا .. وكان حسني مبارك هو التجسيد الفج للذين هبروا .. حركت في الجسد المصري دماء الثورة، التي أخذت بثأرها من مبارك وخلعته . وقال أن الجيش المصري هو جزء من الشعب. وكان دائما إما أن يشكل الثورات أو يساندها .. وحتي التباطؤ لا ينفي عن جيش مصر أنه ساند ودعم ثورة شعبها .. وهي ثورة يعلم الجميع أنها قامت ضد من خدموا إسرائيل، فإسرائيل كانت تنظر إلي مبارك باعتباره كنزا استراتيجيا، ذلك أنه خان شعب مصر وخان الشهداء وسرق نصر أكتوبر .. وشتان بين من خان ومن صان شتان ما بين مبارك وما بين الفريق سعد الدين الشاذلي ... الذي هو رمز أكتوبر وشرعية الجيش المصري الحقيقية لا مبارك .. مشددا علي أن الجيش المصري الشريف الذي صان الأمانة وأصطف مع الشعب في ثورته ضد الخيانة والفساد .. هو الجيش الذي انحاز إلي الشرف العسكري وهو جيش الشاذلي وهو قلب مصر وكبدها.