مع اقتراب معرض الكتاب، تمطر السماء كتبا نتمني أن تكون صيبا نافعا. لكن البعض يعتبر العبد لله «فقري» لأنني أؤمن أن خير هدية في الزمان كتاب. لذلك سعدت بالإهداءات العديدة التي وصلتني وأخص منها كتابين الأول «مآذن من بشر..أعلام معاصرون» للدكتور خالد فهمي الرئيس الأسبق لدار الكتب، وأبوالحسن الجمّال الباحث في مجال الدراسات التاريخية، ويتناول فيه المؤلفان عددا من الشخصيات المعاصرة التي برزت في مجالات معرفية عديدة، يكاد يجمعهم دائرتا العلوم الشرعية باعتبارها علوم الغايات، والعلوم العربية باعتبارها علوم الآلات. في القسم الأول من الكتاب يلقي د. خالد فهمي الضوء علي انجازات العديد من الشخصيات الرائدة «التي عبدت طرقاً، ودفعت شبهاً، وفجرت ينابيع طرحها الجمود والتقليد، ونقضت أبنية شيدها الاستشراق والاستعمار، وأخرست أبواقاً طالما نعقت في وجه الفكر الإسلامي»... فتناول المؤلف دور وإسهامات كل من د.عبد الوهاب المسيري الذي فضح جرائم الصهيونية وراهب الفكر الإسلامي العلامة أنور الجندي، ود. حلمي القاعود والشاعر الدكتور جابر قميحة، ود.عبدالصبور شاهين، وعالم الاجتماع د.أحمد المجذوب، ود.مصطفي الشكعة. بالإضافة إلي العديد من الإعلام الآخرين. وفي القسم الثاني اختار أبو الحسن الجمال 13 شخصية بارزة، فتحدث عن مؤرخ الأندلس محمد عبد الله عنان، واللواء الركن محمود شيت خطاب، رب السيف والقلم ود.حسين مؤنس، الذي أطلق عليه المؤلف «مؤرخ الأدب وأديب المؤرخين» كما تحدث عن الكاتب الموسوعي د.أحمد شلبي الذي خلف لنا عشرات الموسوعات.. وتحدث عن عالمة الآثار د.سعاد ماهر وموسوعاتها الرائدة وأهمها «مساجد مصر وأولياء الله الصالحين»، ود. إبراهيم عبده مؤرخ الصحافة العربية ود.حامد جوهر عالم البحار الشهير وقدم لنا أيضا شخصيات عظمي كالإمام محمد أبو زهرة الذي صدع بالحق في وقت عز فيه ذلك، وتناول جهوده الفقهية كما تحدث عن الأديب الإسلامي الكبير نجيب الكيلاني الذي خرج بالرواية من المحلية إلي العالمية. هدي موسي وحوكمة الصحافة الكتاب الثاني للزميلة هدي موسي بعنوان»حوكمة الصحافة القومية في مصر» وهو دراسة علمية تمزج بين علمي الصحافة والإدارة لذلك يأتي في وقته تماما حيث تعاني المؤسسات الصحفية القومية أشد المعاناة ماليا وإداريا وتري الباحثة أن قصورها في هذا المجال يرجع إلي غياب الحوكمة التي تعد أحد أنظمة الإدارة الرشيدة الهادفة إلي تحقيق التوفيق والتوازن بين أصحاب المصالح المتعارضة، بتعزيز إجراءات الرقابة وتكريس الشفافية. وتضيف أن تطبيق الحوكمة علي الصحف القومية هو طوق النجاة لمواجهة التحديات التي تواجهها نتيجة التقدم التكنولوجي الذي تأثرت به كثيرا. بجانب المشكلات الداخلية التي نتجت عن انتشار التنظيمات غير الرسمية التي أدت إلي تزايد أمراض البيروقراطية ونتج عنها تراجع الإعلانات وتدني التوزيع. بالحوكمة تتحقق المسئولية واللامركزية ومساءلة من سيتخذ القرار وكيف سيتخذ القرار وبالتالي يمكن إنقاذ الصحافة القومية.