في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .هو نموذج مشرف لرجل الشرطة الحقيقي..نموذج لكل معاني الوطنية والشرف بعيدا عن الشعارات الزائفة.. هو البطل ساطع النعماني..صاحب قصة البطولة الشهيرة..كان نائبا لمأمور قسم بولاق الدكرور..خرج من مكتبه في 2 يولية 2013 ليحمي ابناء منطقة بين السرايات من رصاص الاخوان العشوائي .. لكنه تلقي الرصاص في وجهه ليفقد بصره ويذهب في غيبوبة طويلة .. وبعد رحلة علاج قاسية عاد إلي الحياة .. بروح أكثر وطنية .. وقلب أعمق ايمانا .. ونفس اكثر قوة وجمالا. هذه قصة بطولته التي نعرفها جميعا.. لكن تعالوا نتعرف من خلال هذا اللقاء علي جوانب أخري أروع جمالا في حياة هذا البطل . ............................. ؟ والدي هو الدكتور عبد العزيز النعماني حاصل علي الدكتوراه في الأدب..ووالدتي سوزان القصبي كانت مديرة في مجال التربية والتعليم.. تعلمت منهما كل القيم الأصيلة التي أتمني نقلها لابني..وتعلمت منهم ان الايمان ليس بالشكل بل بما وقر في القلب وصدقه العمل الصالح..كنت الثالث بين أخوتي..والدي ووالدتي كافحوا بشرف لتربيتنا حتي وصلنا لبر الأمان والحمد لله.. سمر طبيبة.. وسامح جراح تجميل.. وسراج مقدم شرطة.. وأنا..والدي أنفق كل ما يملك علي تعليمنا نحن الاربعة وكان يقول ∩انا بنيت 4 عمارات وسعيد بهم جدا∪ . علي فكرة والدي الذي كان أديبا وشاعرا أطلق عليّ اسم ∩ساطع ∩ تيمنا بالشاعر العراقي ساطع الحصري . ............................. ؟ قضيت جزءا من طفولتي بعيدا عن مصر حيث كان والداي يعملان ببعض الدول العربية..كنت اشعر بالشوق الشديد لمصر..وبالحنين لذكريات الاصدقاء والشارع وابنة الجيران..كنت أنظر لصورتي وأنا أرتدي كاب الشرطة الخاص بخالي الضابط..وأتمني العودة سريعا لتحقيق حلم حياتي والالتحاق بكلية الشرطة. وعدت إلي مصر والتحقت بالشرطة..عملت في العمليات الخاصة..والمنيا واسيوط ..وحضرت الموجة الأولي للارهاب..وعملت في مديرية أمن الجيزة..ثم اصبحت نائبا لمأمور قسم بولاق الدكرور حتي وقع الحادث عام 2013. ............................. ؟ بعد غيبوبتي الطويلة أفقت بمعجزة..كنت لا ادري ما يدور حولي..وكان اول صوت سمعته صوت أمي علي التليفون تقول لي:∪حاول يا ساطع..ربنا مادد لك حبل..امسكه بقوة اوعي تسيبه∪..شعرت وقتها انها رسالة من خارج الدنيا..لكن تأثيرها كان كبيرا جدا . كان ممكن أي انسان يخرج من تجربة زي تجربتي مهزوم.. وحاسس بالعجز .. لكني نظرت للأمر بعينين ابني الصغير ياسين 6سنوات.. وكان وقتها عمره 4 سنوات.. وقلت لنفسي.. ∩ ده طفل لسة طالع للدنيا..ومحتاج أب قوي واقف علي رجله يعلمه ويسانده ∩.. ووجدت ان الهزيمة واليأس ستكون أنانية مني.. وأن الدنيا كده .. كده مستمرة ولن تقف.. والانسان يجب أن يكون قويا وشجاعا في مواجهة قدره.. وأول شئ فكرت فيه هو العمل.. وطلبت من الله أن يعينني علي مواصلة رسالتي..وبالفعل طلبت العمل..وكانت وزارة الداخلية في قمة التحضر والمسئولية..أعطوني الأمل وساعدوني . ............................. ؟ أعمل الآن في الادارة العامة للعلاقات الانسانية بوزارة الداخلية .. مع مدير انسان وقائد رائع هو اللواء طارق عطية..هذه الادارة مسئولة عن رعاية جميع افراد جهاز الشرطة من الناحية الانسانية.. كانت معظم أنشطتها في بدايتها تتركز في الإعانات والمساعدات ورحلات العمرة والمصايف..لكن الآن أصبحت مسئولياتها كبيرة جدا بعد زيادة أعداد ضحايا الشرطة من الشهداء والمصابين..حيث تهتم الادارة بكل ما يخص أهالي الضحايا.. ويقف بجانبي الجميع بدءا من وزير الداخلية ومدير الادارة وجميع العاملين..ساعدوني وأعطوني الأمل لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي.. وأنا الآن أحاول بذل أقصي جهدي لتقديم الأمل والمساعدة لغيري .. ولا أنسي تقدير كل المصريين ولحظة لقائي الرائع بالرئيس السيسي وتقديره لي. ............................. ؟ الحمد لله.. ∩وظيفتي الجديدة فيها ثواب من ساعة مابنزل من بيتي الصبح ∩.. من المواقف التي أثرت فيّ جدا..حينما جاءتني انسانة بسيطة كانت تشعر بالحيرة والقلق..عرفت انها أرملة ضابط شهيد في سيناء .. ولديها مشكلة في وزارة العدل.. فاستأذنت المدير..وطلبت لقاء المستشار الزند وزير العدل..وقابلني الرجل وأنهي المشكلة فورا..وشعرت بعدها بمنتهي السعادة وبأهمية عملي الجديد الذي يقوم علي مساعدة الناس . ............................. ؟ في يوم عيد الشرطة..أؤكد أن قوة ضابط الشرطة الحقيقية في حب الناس له..فهذه المحبة تزيد من قوته..ومهمة ضابط الشرطة عظيمة..ومسئولياته ضخمة جدا..وأعتقد أن المخطئين او المتجاوزين قليلون جدا..وأنا شخصيا أشعر انني لم أفعل سوي الواجب الذي يفرضه عليّ الواجب والقانون..والقسم الذي أقسمته..وهناك مثلي كثيرون..وحفظ الله كل رجال الشرطة..وكل أبناء مصر. ............................. ؟ الله رحيم جدا بعباده..وحينما يأخذ من عبده شيئا يعطيه أشياء أكبر بشرط أن يصبر..وبعد أن ابتلاني الله..شعرت به يحنو عليّ..وكأنه يقول لي سأعطيك أشياء لم تكن تتخيلها.. وفعلا أعطاني الله أشياء كثيرة .. أعطاني حباً كبيراً من كل الناس..واعطاني من نقطة ضعفي قوة..وأصبحت عندي رسالة من خلال عمل جديد أخدم فيه الناس .. والحمد لله . ............................. ؟ عملي هو حياتي..أعطيه كل وقتي..بالاضافة طبعا لابني الحبيب ياسين .. الذي أشاركه في كل شئ وأترك له الحرية في اختيار هواياته وألعابه .. واري ان هذا الجيل يحتاج معاملة خاصة لأن لديه امكانيات كبيرة ويمكن ان يحقق نجاحا كبيرا اذا منحناه الثقة ووفرنا له البيئة المناسبة . ............................. ؟ كنت لعيب كرة قدم رائع..وكنت ألعب مع كابتن حازم امام في نادي الصيد حتي الجامعة..وكانت القراءة ايضا من هواياتي..وبعد الاصابة بدأت الكتابة..لكني لم افكر في الاستمرار . ............................. ؟ ثلاثة افراد..هم عيني اللي باشوف بيها..ابني ياسين..وزوجتي طبيبة الأسنان شيرين عزازي..وهي زوجة مصرية جدعة تحملتني في مرحلة صعبة جدا عانيت فيها من التوتر والعصبية وساندتني حتي تجاوزت المحنة..وهي تهتم بكل شئوني..حتي اختيار ملابسي..وابن خالتي محمد فوزي الذي يرافقني دائما ولم يتركني منذ الاصابة . ............................. ؟ احلم بمصر في 2016 بدون ارهاب ولا فقراء ولا عنف اعشق العمل واتمني ان استمر في العمل حتي نهاية حياتي..واتمني ان يتعلم ياسين من إيماني واصراري ويقول :أبي اصر علي الحياة .. ورباني صح ∪ . ............................. ؟ هذه قصة بطل مصري أتمني أن نخلدها مع غيره من الأبطال ونقدمها لأبنائنا ضمن المناهج التعليمية كدروس حقيقية في الوطنية والانتماء .