نجح فريق انقاذ أبوالهول المكون من أثريون ومهندسون ومرممون بل ونحاتون، في إستعادة التمثال للنسب التشريحية التي كان قد فقدها خلال أعمال الترميم الخاطئة كان سقوط حجر من كتف أبو الهول بمثابة الإنذار الخطير ودلالة علي أن التمثال وصل إلي حالة حرجة ولابد من علاجه وإنقاذة.. وبالفعل عقدت اللجان العلمية لبحث آليات إنقاذ أبو الهول؛ ووصلت للقاهرة بعثة من اليونسكو قامت بدراسة وضع التمثال وقالت بأنه لا خطورة علي رأس أبو الهول ورقبته. وقد اتفق العلماء علي ضرورة التعامل مع كل المشكلات والأخطار التي يعاني منها أبو الهول ومن ضمنها ارتفاع منسوب المياه الجوفية. كما إتفق الجميع علي أن الأحجار التي تمت إضافتها إلي جسد أبو الهول لم تكن سليمة النسب ولا تتفق ونوع وحجم الأحجار الأصلية التي وضعت في الدولة القديمة؛ وكذلك تلك التي تم ترميم التمثال بها في العصر الروماني؛ وأشار العلماء كذلك إلي ضرورة إزالة الأسمنت الذي استخدم في لصق هذه الأحجار الضارة بالتمثال؛ ويتم بعد إزالتها معالجة الأملاح وتنظيف جسم أبو الهول. بالفعل بدأ فريق الترميم الذي يعمل في الموقع لأول مرة يقوده أثريون ومهندسون ومرممون بل ونحاتون أهمهم الفنان محمود مبروك. وبدأ العمل بإزالة الأحجار وطبقات من الأسمنت؛ بعدها تم القيام بتشكيل أحجار جديدة بنفس النسب التشريحية القديمة للتمثال وقريبة الشبه بأحجار الدولة القديمة. وقد إستعان فريق العمل بالصور والخرائط الفوتوجرامتية التي تسجل كل أحجار أبو الهول بالإضافة إلي الصور القديمة للتمثال التي تصوره علي مر العصور. وقد إستطاع الفنان محمود مبروك ومعه في بعض الوقت الفنان آدم حنين في إستعادة التمثال للنسب التشريحية التي كان قد فقدها خلال أعمال الترميم الخاطئة. بعد ذلك قمنا بالتركيز علي منطقة الصدر؛ وكانت الحلول تتأرجح بين استخدام المواد الكيميائية في علاج مشكلات الصدر أو استخدام أحجار جيرية ووضعها علي الصدر؛ ولكن كان من الواضح بعد دراسات متأنية أن كلا من الحلين غير مناسب؛ حيث إننا علي سبيل المثال لا نعرف كيف كان أبو الهول يبدأون في العصور القديمة ولذلك لا يمكن إعادة بناء منطقة الصدر باستخدام الأحجار؛ وأيضاً فإن استخدام المواد الكيميائية سوف تتفاعل مع الحجر الطبيعي؛ الأمر الذي لا يمكن توقع نتائجه وقد تم التوصل إلي أفضل الحلول وهو ترميم الجزء السفلي من صدر التمثال بالأحجار أما الجزء الأوسط والعلوي من الرقبة فيتم علاجها بمونة من الرمل والجير وهي نفسها التي استعملها المصري القديم. وتم الإعلان عن إنتهاء ترميم أبو الهول في 25 ديسمبر 1997؛ وكانت جميع السقالات قد أزيلت وظهر أبو الهول لأول مرة وكأنه يبتسم فخراً بالفريق المصري الذي إستطاع إنقاذه وإعادته مرة أخري إلي حيويته وشبابه.. نعم كان أبو الهول يبتسم لأول مرة بعد سنوات حزن وألم طويلة عاني فيها التمثال من الإهمال والجهل بأصول الترميم والإعتماد علي الفهلوة.