اقترح علي زميلي ياسر رزق رئيس تحرير الاخبار ان يضع في الصفحة الاولي: نشرة اخبار الشرفاء. كما يضع في نفس الصفحة: نشرة اخبار الفساد! الناس في مصر وانا منهم يحتاجون الي معرفة اخبار الشرفاء، من هم وأين هم الان، كيف يعيشون وفي ماذا يفكرون؟ الناس في مصر تريد ان تشعر ان ليس كل البلد لصوص وخائنون ومرتشون وبائعو وطن، الناس في مصر تريد ان تتنفس الأمل وتري وجه الحياة الطبيعية التي فقدناها حتي اصبحت اقرب الي حلم لانتوقع الحصول عليه. الناس في مصر تريد ان تقرأ كل صباح اخبار المصانع التي عادت الي العمل بكامل قواها وانتاجها، تريد ان تري سفنا تحمل صادرات الي دول العالم، تريد ان تري بنكا يعمل بنظام، وصحيفة تصدر بدون مستندات تدين رؤساءها، الناس تريد ان تقرأ عن اسواق الخضار والفاكهة وهي وفيرة بالمعرض وبأسعار اقل من الشهر الماضي، الناس تريد ان تري شوارع مزدحمة ومحلات تبيع وتشتري، تريد ان تطلع علي مصالح حكومية انتظم فيها العمل ومؤسسات يسير فيها العمل من جديد بكل كفاءة ،تريد ان تشاهد اول وفود سياحية قادمة الي مصر ولو كانت مائة سائح يضعون في اقتصادنا اول مائة الف دولار، تريد ان تري ولو اول الغيث، اول بشائر العمل، نريد ان يتحدث اصحابها والعاملون بها، يحكون تجربتهم في ادارة العمل والمشاكل التي تقابلهم لانجاز العمل وكيف نضاعف العمل في الايام القادمة من اجل تعويض الخسائر التي حدثت في الشهر الماضي. الناس تريد نوعا من العدوي التي تقول لهم ان الصورة يجب ان تكتمل، وان الانتاج يجب ان يعود ويزيد، وان في البلد نورا، كثير من النور والامل والايمان بالله وبالوطن، نريد ان نريد تلاميذ تذاكر دروسها قبل عودة المدارس، وطلبة يجملون فصولهم وقاعات محاضراتهم قبل اول حصة واول محاضرة، نريد ان نطمئن الناس ان الثورة غيرت وان الحياة سوف تعود اجمل واحسن واقوي.. نريد ان يشعر الناس ان دورنا جميعا قد بدأ، وان هذا الدور هو ان نكافح بالعمل في الوقت الذي نطالب فيه بحقوقنا كاملة، وفي نفس الوقت نظهر المجتمع من كل فاسد ونفرح ونحتفل بسقوط كل فاسد افسد حياتنا، هذه الثورة لن تكتمل الا باكتساب احترام العالم اننا بعد ان اجتهدنا للتغيير.. تغيرنا نحن ايضا، غيرنا سلوكنا وافكارنا، طرحنا ازماتنا وكسلنا وشمرنا عن سواعد قادرة علي تعويض كل خسارة حدثت في السنوات العشر الماضية علي الاقل! هذه فرصة تاريخية لاتعوض لنلحق بالعالم المتحضر، فرصة رائعة لنصبح وطنا قويا، قادرا علي مضاعفة دخله القومي في شهور قليلة، وقادرا علي تطهير بلده في اسابيع قليلة، وقادرا علي استعادة الشرفاء في ايام قليلة! ويجب ان نبهر العالم بصلابتنا وتحضرنا ونحن نضع صوتنا في استفتاء الدستور وانتخابات مجلسي الشعب والشوري، وفي انتخابات الرئاسة القادمة بعد قليل.. يجب ايضا ان نتساند جميعا الان، لاوقت لمطالب شخصية ولا اغراض شخصية، هذا وقت الوطن، وقت شرفاء الوطن. الناس في مصر يتبادلون نفس السؤال: رايحة فين؟ والمقصود بعد ان تحققت الحرية الكاملة والبدء في محاكمة الفساد ماهو مصير اعمالهم ووظائفهم واكل عيشهم ، ومن يحاول ان يبيع للناس فكرة ان الاستمرار في طلب المزيد من المطالب السياسية اهم من الاستقرار وطلب الحياة الطبيعية بكل مافيها، هو انسان يفسر حياة المصريين علي هواه.