كوريا الشمالية دعمت ترسانة اليمن بالصواريخ الباليستية لم يمر وقت طويل علي الهدنة الهشة التي اعلنت بين الاطراف اليمنية تزامنا مع انعقاد محادثات للسلام في جنيف املا في الخروج بحل سياسي يرضي جميع الاطراف ويوقف الحرب الدائرة في اليمن التي اتخذت ابعادا أكثر خطورة مع تحول القتال ليطول الأراضي السعودية عبر صواريخ باليستية اطلقها الحوثيون. الدفاعات الجوية ففي صباح الجمعة أعلنت قيادة التحالف العربي عن رصدها صاروخين بالستيين أطلقا من اليمن باتجاه السعودية، أحدهما أسقطته الدفاعات الجوية السعودية قرب مأرب بينما سقط الصاروخ الثاني في منطقة صحراوية شرق نجران. واتهم التحالف الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح بالسعي لافشال المحادثات التي تمت برعاية اممية في جنيف وانهيار الهدنة التي لم تستمر سوي اربعة ايام. من ناحية أخري حققت القوات اليمنية تقدما لافتا واستطاعت استعادة مدينة حرض بشمال غرب البلاد في عملية انطلقت من الأراضي السعودية كما استعادت قوات هادي السيطرة علي مدينة حزم بمحافظة الجوف بشمال اليمن. بينما تعثرت المحادثات في سويسرا الجمعة بسبب غياب الطرف الحوثي عنها وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.، لكن لم يتم الاعلان رسميا عن انسحابهم من المحادثات. وقد أبلغوا المبعوث الأممي أنهم لن يشاركوا في الجلسة بسبب ما سموه «التطورات الميدانية في الجوف» شمالي اليمن، والتي خسروا فيها مواقع كبيرة لصالح القوات الموالية للرئيس عبدربه هادي منصور. في حين لم ينفذ الحوثيون ايا من البنود التي تم الاتفاق عليها فلم يفك الحصار عن مدينة تعز ولم يسمح بإدخال الإمدادات الإنسانية، كما لم يتم الافراج عن اي من المعتقلين السياسيين والعسكريين. وتبددت امال اليمنيين الذين انتظروا ان تضع مباحثات جنيف حدا للحرب التي حصدت ارواح 6 آلاف شخص وشردت الملايين الذين يعيشون في ظروف انسانية صعبة تتفاقم كل يوم. في الوقت الذي تحذر فيه قوات صالح والحوثيين من خطر تمدد تنظيم القاعدة مستغلين الفراغ الأمني الذي سيسببه انسحابهم من المواقع التي سيطروا عليها علي حد زعمهم. وكان من المقرر ان يتم اعطاء الحوثيين دورا سياسيا لتحقيق التوازن مع حزب الإصلاح والسلفيين من اجل التفرغ لمواجهة الإرهاب الذي عجزت امريكا عن مكافحته مع استمرار غاراتها علي اليمن منذ عام 2004. وبعيدا عن آمال وطموحات واطماع السياسيين يمكن القول ان الصراع في اليمن دخل مرحلة أكثر خطورة بعد ان أطلق الحوثيون قبل ايام صاروخ أرض - أرض علي قاعدة «خالد» الجوية السعودية في خميس مشيط. واتبعوه بصاروخين باليستين الجمعة وجهت ايضا للأراضي السعودية. وهو ما يدفعنا للسؤال عما يمتلكه الحوثيون من اسلحة والدول التي تدعمهم لتستمر الحرب بالوكالة والمواجهات غير المباشرة التي تتم بين الدول العظمي علي الاراضي العربية كما هو الحال في العراقوسوريا. الشمال والجنوب وتؤكد المصادر العسكرية ان الصواريخ التي اطلقها الحوثيون تستخدم لأول مرة في الصراع حيث قصفوا قاعدة «خالد بن عبد العزيز» السعودية بصاروخ من نوع «قاهر-1». وهو صاروخ روسي ( سام-2) تم تطويره وتعديله محليا ليصبح صاروخ أرض-أرض يبلغ مداه بعد التطوير 250 كيلومترا. ويعود استخدام اليمن للصواريخ الروسية إلي الحرب الاهلية عام 1979 التي دارت بين الشمال والجنوب وظلت هذه الصواريخ في الترسانة اليمنية كما اسهمت كوريا الشمالية هي الاخري في تزويد اليمن بصواريخ باليستيه منذ التسعينيات. وهناك حادثة السفينة الاسبانية الشهيرة التي صودرت وهي تنقل صواريخ من كوريا الشمالية لليمن عام 2002. واثير وقتها تساؤلات كثيرة حول سبب نقل هذه الاسلحة في شحنات سرية في حين بررت اليمن الامر بأن تلك الصواريخ جاءت لتعزيز قدراتها الدفاعية. وفي عام 2010 كانت اليمن تمتلك 6 منصات لاطلاق صواريخ سكود و33 صاروخا و22 صاروخ ارض - ارض. تصنيع وتطوير وقد دمرت القوات السعودية جزءا كبيرا من تلك الاسلحة التي كانت في قبضة الحوثيين بعد استيلائها علي الكثير من معسكرات الجيش اليمني ولكن لا يتوقف الامر عند حد وجود صواريخ قديمة او حتي تلقي مساعدات عسكرية مستمرة من ايران ولكن الاخطر ان هناك تصنيع وتطوير لتلك الصواريخ يتم داخل الاراضي اليمنية بمساعدة ايرانية. وبالطبع لا يغيب دور الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن تلك المعادلة ، فهو خير من يعرف حجم وقدرة الصواريخ التي يبدو وان الكثير منها لايزال تحت سيطرته. من ناحية اخري تمضي امريكا نحو بيع المزيد من الاسلحة للسعودية مما يشير إلي ان الصراع لن ينتهي قريبا او بالاصح ان امريكا لا تريده ان ينتهي قريبا كما هو الحال في سورياوالعراق مع الاشارة لتدخل اطراف دولية اخري في الصراع وفرقا تحكمها المصالح الخاصة اصبح من المتوقع الظهور العلني لبعض من تلك الاطراف في القريب العاجل مثل ايران وروسيا وحزب الله وربما كوريا الشمالية والاخطر من كل هذا هو السيناريو الاكثر شيوعا بظهور داعش في اليمن حتي يتسني للجميع الظهور المريح والصريح تحت راية الحرب علي الارهاب التي ابتدعتها امريكا. د. رضوي عبد اللطيف