بدأ رؤساء الدول والحكومات المشاركون في قمة باريس للمناخ أمس مناقشات حاسمة حول المسائل التي تشكل صلب القضية علي أمل التوصل إلي اتفاق للحد من الاحتباس الحراري، بينما حذر برنامج الغذاء العالمي من أن مشكلة الجوع المرتبطة بالتغير المناخي ستزيد من الهجرة الجماعية، معربا عن أمله في التوصل إلي اتفاق يبطئ الاحتباس الحراري. وقالت ارثارين كوزين، رئيسة البرنامج التابع للامم المتحدة خلال كلمتها أمس، إن الناس سيتحركون إذا لم يجدوا ما يكفيهم من الغذاء، مشيرة إلي أن عدم كفاية الغذاء في الوقت الحالي يشكل تحديا في كل مكان. وأضافت ان البرنامج لايستطيع الوفاء بوعوده بالقضاء علي مشكلة الجوع دون التوصل إلي اتفاق عالمي للمناخ، والاستثمار في اجراءات وقائية تتعلق بنوعية المحاصيل المقاومة للجفاف والزراعات التي لاتستهلك مياه. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما امس الاول من ان مكافحة الاحتباس الحراري "اولوية اقتصادية وامنية حتي لا يتعين علينا سريعا تخصيص عدد اكبر من مواردنا العسكرية والاقتصادية من اجل التكيف مع التغيرات المناخية". واعرب اوباما عن تفاؤله رغم صعوبة حمل مائتي دولة علي الاتفاق علي اي امر صعب بحد ذاته، علي غرار الفشل في مؤتمر كوبنهاجن في 2009 في التوصل إلي اتفاق عالمي حول المناخ. وحث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يتولي رئاسة المؤتمر الوفود المجتمعين في لوبورجيه بالقرب من باريس علي "العمل بجد" من اجل التوصل إلي اتفاق بحلول 11 ديسمبر الذي تنتهي عنده اعمال مؤتمر الاممالمتحدة ال21 للمناخ. من جهته، اعلن الرئيس فرنسوا اولاند ان المؤتمر يسير في الطريق الصحيح، مؤكدا انه "يجب ان يجعل العالم يتقدم للسنوات المقبلة مع أفق وهدف وسبل للتأكد من الوصول إلي اقل من درجتين" مئويتين لحرارة كوكب الارض. وينقسم النص الذي يتم مناقشته ويقع في خمسين صفحة إلي فصول كبري منها: الهدف طويل الأمد لخفض انبعاثات الغازات السامة والتكيف مع التغير المناخي وتمويل السياسات المناخية لدول الجنوب، وآلية مراجعة لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة. وعلي المفاوضين ان يسلموا نسخة منقحة للنص يوم السبت إلي الوزراء الذين سيتناقشون بشأنها خلال الاسبوع الثاني لمؤتمر المناخ. والهدف هو التوصل إلي اول اتفاق تلتزم بموجبه الاسرة الدولية تقليص انبعاثات الغازات السامة لاحتواء ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين قياسا إلي الحقبة السابقة للثورة الصناعية. ويخشي العلماء اذا ارتفعت حرارة الارض اكثر من درجتين مئويتين ان يؤدي ذلك إلي حصول اعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولاياتالمتحدة) وبومباي (الهند). وكشفت دراسة لجامعة ليستر البريطانية ان ارتفاع الحرارة بست درجات مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية ممكن بحلول نهاية القرن ما لم يتم اتخاذ اي اجراءات ويمكن ان تصبح الارض بدون مورد للاوكسجين بسبب توقف العوالق النباتية عن العمل وهي كائنات بحرية نباتية تنتج ثلثي الاوكسجين الموجود في الغلاف الجوي. وتعتبر الدول الاكثر تعرضا خصوصا الجزر التي تواجه خطر ارتفاع منسوب البحار ان احتواء ارتفاع حرارة الارض حتي درجتين مئويتين غير كاف. وقالت منظمة اوكسفام البريطانية ان 10% من السكان الاكثر ثراء في العالم مسئولون عن اكثر من نصف انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بينما النصف الاكثر فقرا في الكرة الارضية لا تتجاوز نسبة انبعاثاته10%. وعلي هامش مؤتمر المناخ، حصلت افريقيا التي تعاني بشكل مباشر من التغيرات المناخية خصوصا مع تقدم الصحاري وحفاف الانهار علي ملياري يورو من فرنسا بحلول 2020 من اجل تطوير مصادر الطاقة المتجددة في هذه القارة.