أكد عدد من شيوخ الدبلوماسية المصرية ان حادث الطائرة الروسية في سيناء برغم فداحة خسارته خاصة الانسانية، لن يؤثر علي العلاقات المصرية والروسية، ودللوا علي ذلك بأن وقوع مثل هذه الحوادث من الوارد وقوعه في اي دولة، واشاروا إلي ان الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيسين السيسي وبوتين يؤكد ان طموحات العلاقات اكبر من ان تتأثر بالحادث، كما اشاروا إلي ان الاجراءات التي اتخذها الرئيس الروسي طبيعية لطمأنة الرأي العام في بلاده كما طرح شيوخ الدبلوماسية عدة إجراءات لابد ان تتخذها مصر في ضوء ما تنتهي إليه نتائج التحقيقات في سقوط الطائرة. السفير عزت سعد سفير مصر الأسبق في موسكو أكد أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر بحادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مؤكدا أنه ليس من مصلحة البلدين ان تتدهور العلاقات بسبب ذلك، متوقعا أن تستمر الاتفاقيات التي ينوي الجانبان تنفيذها كما هي دون تغيير باعتبارها تحقق مصالح البلدين. وأشار سعد إلي ان الاتصال الهاتفي بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين أمس يؤكد حرص البلدين علي الاستمرار في علاقاتهما الوطيدة وألا تؤثر عليها العمليات الارهابية، مضيفا ان اعلان روسيا نتيجة التحقيقات قبل مصر يأتي بسبب انزعاج الرأي العام الروسي وضرورة الخروج بنتيجة في أسرع وقت، مؤكدا ان موسكو تجري تحقيقا مستقلا لكشف ملابسات الحادث. من جانبه رأي السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الاسبق ان حادثة الطائرة ستؤثر علي العلاقات المصرية الروسية علي المدي القصير ولكن علي المدي البعيد طموحات هذه العلاقات اكبر من ان تتأثر جذريا بحادثة مثل هذه لانها ليست الاولي ولا الاخيرة ويمكن ان تحدث في اي دولة، واضاف عبد المتعال : «علينا ان نتفهم الاجراءات التي تتخذها روسيا فهي مصابة في اكثر من 200 قتيل ولو كنا مكانها لفعلنا اكثر من ذلك». واوضح عبد المتعال ان الاخطاء الامنية في المطارات وعلي الحدود بين الدول موجودة وتحدث باستمرار ولكن واجبنا تعقب المسئولين عن ذلك وتكريس كل امكانياتنا الامنية والمخابراتية للتعرف علي من وضع القنبلة في الطائرة اذا اثبتت التحقيقات تلك الفرضية، مضيفا» اذا قمنا بهذا سيكون له اثر علي تقوية العلاقات مع روسيا واستعادة الثقة الدولية وعودة السياحة إلي وضعها. و عن احتمالية ان تكون الحادثة مدبرة للوقيعة بين مصر وروسيا قال عبد المتعال : «كل شئ وارد ويمكن ايضا ان تكون لمعاقبة روسيا علي تدخلها العسكري في سوريا ولكن ليس مهما الان البحث عن ما هو في الضمائر». وفي تحليل السفير احمد فتحي ابو الخير مندوب مصر لدي الاممالمتحدة الاسبق فهناك اتجاهان الأول اذا ثبت ان تنظيم داعش هو الذي يقف وراء تفجير القنبلة فالهدف من ذلك هو معاقبة روسيا علي تدخلها العسكري في سوريا والثاني هو ان تكون هناك فصائل اخري أو دول اخري هي التي تقف رواء التفجير بهدف هدم الدولة المصرية والوقيعة بينها وبين اقوي حليف بعد ان تنامت علاقاتهما في الفترة الاخيرة وهو ما اغضب قوي اخري ولا ننسي ان هناك اصواتا صدرت من بريطانيا وامريكا عقب اسقاط الطائرة بأنها نتيجة عمل ارهابي في وقت لم تكن فيه التحقيقات قد انتهت بعد، وفيما يتعلق بالاجراءات التي اتخذتها روسيا قال ابو الخير ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف محرج امام الرأي العام ومعارضيه وكان لابد ان يتخذ بعض الاجراءات التي تطمئن شعبه. فيما يلفت السفير فتحي الشاذلي مساعد وزير الخارجية الأسبق إلي أن مسئولي البلدين يدركون جيدا أهمية عدم تأثير حادث الطائرة علي العلاقات، مشيرا إلي ان جميع التصريحات المصرية والروسية وأخرها الاتصال الهاتفي بين الرئيسين السيسي وبوتين توضح ذلك، مؤكدا ان علاقات القاهرةوموسكو عميقة ومتشعبة ولا يمكن أن تتأثر بأي حوادث مشابهة، وطالب الشاذلي جهات التحقيق الدولية التي تترأسها مصر ان تعلن نتائج تحقيقاتها في أسرع وقت لكي لا تستمر عملية البلبلة أكثر من ذلك، كما دعا إلي ارسال اشارات طمأنة للعالم عبر مراجعة طرق تأمين المطارات، إذا ثبت ان الحادث نتيجة اهمال من موظفي المطار.