تربطني علاقة حميمة جدا بكوبري امبابة الذي أمر عليه يوميا ذهابا وإيابا إلي عملي حيث أقيم في طرفه الشمالي الواقع في حي امبابة وعملي في جهته الجنوبية بمنطقة السبتية. وكلما مررت فوقه أحزن كثيرا لهذا التجاهل الكبير الذي يعاني منه هذا المعبر العظيم الذي لا مثيل له اليوم خاصة أن معول الصيانة والتطوير لم يعرف طريقه إلي هذا الكوبري الذي أصبح منذ سنوات طويلة يعاني من الجحود وعدم التجديد بعد أن نالت الشمس والمياه من الحديد الذي يتكون منه هذا الكوبري العملاق فانتشر الصدأ في أركانه وأصبح يهدد مفاصله بالتساقط خاصة أن هذا الكوبري الذي يعتبر معجزة هندسية عالمية عندما قام المهندس الفرنسي العبقري دايفيد ترامبلي بإنشائه في عام 1892 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ليكون أول كوبري في مصر والشرق الأوسط تعبر عليه القطارات من القاهرة للصعيد والعودة بجانب مسارين كبيرين للسيارات التي تقطع طوله البالغ 495 مترا في سهولة ويسر ليلا ونهارا دون توقف وكان هذا الكوبري يمثل موقعا استراتيجيا حافظت عليه قواتنا المسلحة ودافعت عنه بضراوة أثناء الحروب التي خاضتها مصر مع اسرائيل. وأتذكر دائما هذا الحال الصعب الذي يمر به الكوبري هذه الأيام وأنا أشعر بهذه المطبات الفظيعة التي أحالت أرضيته من الجهتين لتكون مصائد للمركبات باختلاف أنواعها وتجعل هذا العبور ضربا من الجنون.. والمؤسف أنك تجد عندما تدخل كوبري امبابة من جهة روض الفرج أن المكان تحول إلي مقاه وسوق فاكهة وجراج مترامي الجوانب مما يجعل الدخول فيه ضربا من المستحيل لتخرج من الجانب الاخر في امبابة لتجد نفسك في ورشة كبري من سمكرية السيارات وحطامها تحتل المنفذ ويصعب عليك كثيرا لتصل إلي الطريق بينما لا يكون طريق العودة من الجانب الاخر أفضل بكثير حيث تتكرر المعوقات المرورية لتخرج من الجانب الاخر تتنفس الصعداء غير مصدق أنك نفذت من هذا المعبر الخالي تماما من أي نقط للشرطة أو الأمن ويعاني من تواجد العشرات بل المئات من الذين يمتازون بمهاجمة المركبات خاصة عندما تغيب شمس النهار ويصبح المرور ضربا من الجنون لأنه يعرض السيارات والركاب لخطر السطو المسلح ولا أحد يسمع ولا مجيب خاصة أن مدخل الكوبري علي مقربة من قسم امبابة. اننا ندق ناقوس الخطر لانقاذ هذا الكوبري من اهمال وطناش المسئولين بمحافظتي القاهرة والجيزة الذين يتهربون من مسئولية هذا الكوبري أو توفير الأمن له وكأن الأمر لا يعنيهم. الجميع يتعاملون معه علي أنه معبر لقيط لا ينتمي لمصر ولا أحد يحاول مد أيدي الاصلاح والصيانة له وينسون أن هذا الكوبري يتعرض لخطر ما فان هذا يعني كارثة تهدد بتوقف القطارات بين الصعيد والقاهرة وقتها سنعلم قيمة هذا الكوبري العملاق ولكننا كالعادة نهمل كل أشيائنا القيمة ثم نبكي عليها في وقت لا ينفع البكاء وتذكروا يا سادة ما حدث في كوبري روض الفرج والذي كان نصيبه أن ألقي بحطامه الحديدية في النيل بروض الفرج وكأن الأمر لا يعني أحدا.