طبعا ليس إلي درجة الكتابة عن المذيعة (ريهام سعيد) وحكاياتها الغريبة وعفاريتها وتجاوزاتها وخناقتها، لولا أنها في حمي وصلة الردح التي قدمتها هذا الأسبوع، ردا علي انتقاد الإعلامي يسري فودة لها بسبب (إهانتها للشعب السوري واللاجئين السويرين).. ردت ريهام سعيد ساخرة من اللغة العربية، ودروس اللغة العربية التي يقدمها يسري فودة في مقدمات برامجه، قائلة (يا مذيع اللغة العربية)!! وهكذا أصبحت اللغة العربية موضعا للعار، وموضوعا للسباب والمعايرة، وأصبح من يتقنها، أو يجيد التحدث بها، كائنا غريبا يستحق السخرية !! هو الهبوط والتردي والإنتهاك اللغوي اليومي، يحدث في الإعلام، وعلي شاشات التليفزيون، انتهاك لقواعد اللغة وقيمها، تحريف وتشويه واختراع لغات أخري ملفقة وهجين... عامية ممتزجة ببعض المفردات الأجنبية، وبعض المفردات الدخيلة من عالم الفيسبوك والإنترنت.. مفردات شعبوية وسوقية ومبتذلة أيضا، تفسد الذوق اللغوي العام، وتهبط به إلي الحضيض!.. يحدث هذا علي شاشات التليفزيون وبصورة يومية، في حالة من الإنفلات اللغوي.. طبعا ليس المقصود أن يقدم الإعلامي دروسا في اللغة العربية (كما تحاول أن تسخرالمذيعة).. لكن فقط الوعي باللغة، احترام قواعدها، وانتقاء ألفاظها بعيدا عن الإسفاف والرداءة والسخرية... السخرية من اللغة، تعني السخرية من الثقافة والتاريخ والوطن.. ولا غرابة لمن تسخر من اللغة العربية، أن تسخر من تدافع اللاجئين حول سيارة للإغاثة.. في مشهد ساقط لمذيعة خرجت فيه عن إنسانيتها.