الإذعان ليس من المبادئ الإسلامية.. واختيار حرية التعلم حق يكفله القانون والدستور والعدل.. وقبل ذلك كله الدين الإسلامي الحنيف. بعد نشر مقال «تجديد شيخ الأزهر» تلقيت عددا من الآراء.. جاءت في مجمل توجهها تؤكد الشعور بالتقصير.. مما يؤيد فكرة عدم ترك مؤسسة الأزهر بدون مراجعة.. بل وزاد رهط منهم أوجاعنا علي المؤسسة الهامة.. عندما حكي تجربته مع التعليم الأزهري.. وكيف تعامل معه الرجال الذين يجب أن نقتدي بهم. أرسل لي مصلح علي يس علي البريد الإلكتروني.. شكا مر الشكوي من تجربته.. قال «ألحقت أنجالي الثلاثة بالتعليم الأزهري.. وحصلت إبنتي علي الشهادة الإبتدائية.. من معهد فتيات قرية الروضة في بركة السبع.. لتنتقل إلي المرحلة الإعدادية.. لكن للأسف ليس بالقرية معهد إعدادي.. وبعد ما شاهدناه من نتائج الثانوية الأزهرية.. وشكوي الجميع من التصحيح.. وإصرار مسئولي الأزهر علي موقفهم.. فقد قررنا تحويل إبنتي من التعليم الأزهري إلي التعليم العام.. مع علمي أنه كان مسموحا التحويل في أي مرحلة.. وسمعنا بوجود قرار بمنع التحويل لمن حصل علي الشهادة الإعدادية من الأزهر.. إذن الفرصة مازالت قائمة.. فابنتي في الصف الأول الإعدادي.. لكن فوجئت برفض تحويل ابنتي من التعليم الأزهري!!.. وسألت لماذا؟! قالوا لأن الجميع يقومون بالتحويل لأبنائهم من الأزهر!! وكثافة الفصول تضاءلت للحد الذي يجب معه إغلاقها.. وبعد جدل عقيم هتف المسئول قائلا: ليس أمامك إلا القضاء.. أو تذعن للقرار. ويسأل مصلح: ماذا يفعل؟!. ولا أجد ما أجيب به علي السؤال العويص.. فحالة مصلح وابنته واحدة من الألاف.. وتعامل مؤسسة الأزهر مع المسلمين لا يليق برجال دين!! فالإذعان ليس من المبادئ الإسلامية.. واختيار حرية التعلم حق يكفله القانون والدستور والعدل.. وقبل ذلك كله الدين الإسلامي الحنيف. أما الصديق مصطفي مخيمر فقال: «...كل كلمة في مكانها الصحيح، ليته يستقيل، فالوقت لا يحتمل التأخير، ولا يحتمل عقولا في هذا بطء، فمصر مازالت تعاني من شخصيات عصر ما قبل الثورتين، والتغيير ليس عيبا، أما العيب الحقيقي أن نتجاهل الخطأ من باب المجاملة، شكرا علي طرح الموضوع بهذه الجرأة والوضوح». سأكتفي بهتين الرسالتين.. لأن جميع الرسائل بنفس المعني وتحمل ذات المضمون.. ومن ثم لا يجب التكرار. إذن الأمر ليس تحاملا ولا كرها.. حاشا لله.. لكن هي المصلحة العليا.. سواء للوطن أو للدين.. ونحن جميعا مطالبون بتصحيح الأوضاع.. الرئيس يكافح بمفرده.. ولا يجب علينا أن نتركه.. هو نفسه طالبنا بذلك.. وعلينا أن نلبي.. ومن دلائل جدية الرجل عندما طلب مشاركة المواطنين.. أنه دشن بريدا إلكترونيا.. وطالب الناس أن تتفاعل معه.. واعتقد أنه يملك دوائر لجمع المعلومات.. وهي علي مستوي المسئولية.. لذلك نكتب نحن في الصحف.. ويتحدث غيرنا في وسائل الإعلام المختلفة.. ويراسل ثالث البريد الإلكتروني للرئيس.. ويصب ذلك كله في بوتقة صنع القرار.. لذلك أتوجه إلي الشقيق الذي نجده كثيرا ملاذا محايدا الرئيس السيسي ونضع بين يديه مشكلات الثانوية الأزهرية ونتيجتها الكارثية.. وضرورة إعادة التصحيح بما يرضي الله.. فأولادنا في صدمة من تعنت مسئولي الدين.. ونرجوه التدخل لمنع قرارات الإذعان التي يتخذها الأزهريون.. كما نعيد اليه مسئولية تجديد الخطاب الديني التي استأمنهم عليها.. لكي يسندها إلي من هم أكثر صدقا واخلاصا.. كما نضع بين يديه معضلتي اختيار شيخ الأزهر وبقائه علي كرسيه.. وإن احتاج الأمر تغيير الدستور.. وكل هذا يحتاج رجلا مقاتلا مثل الرئيس. أقول هذا وأسأل الله التأييد والتوفيق لنا أجمعين.