الأمهات يحملن أطفالهن أثناء تعليق المحاليل دون أسرة او حتى مراوح مع استمرار الموجة الحارة واشتداد حدتها تزايد سقوط الضحايا، واعلنت وزارة الصحة في بياناتها رفع حالة الطوارئ في المستشفيات وتحديدا المتخصصة في الحميات. لكن الواقع يؤكد أن التصريحات الوردية لم تنتقل إلي أرض الواقع. فعندما انتقلت «الأخبار» إلي مستشفي حميات إمبابة رصدت حالة من الاهمال التي تزيد من معاناة المرضي بدلا من أن تخفف عنهم، لدرجة أن عددا منهم اكدوا ان أماكن الانتظار المخصصة لهم «تجيب المرض»! قامت «الأخبار» قامت بزيارة مستشفي الحميات بامبابة لرصد حقيقة البيانات التي تصدرها وزارة الصحة ، والتي تؤكد فيها مستوي الخدمات «الأوربية» الوقائية التي تقدمها للمرضي . في البداية طالبنا من د. حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن نقوم برصد ميداني للإجراءات الوقائية التي تتبعها مستشفيات وزارة الصحة لكنه رد قائلا: «مش مسموح حد يدخل المستشفي من الصحافة اثناء وجود المرضي وهذا ضد مع أخلاقيات الطب» رغم طلبنا باستئذان المرضي قبل أي حديث صحفي الا انه اصرعلي موقفه بدعوي أخلاقيات المهنة ، رغم تصوير المرضي خلال الزيارات الرسمية للوزير فهل يتم التعامل مع أخلاقيات الصحة « بمكيالين»؟! ومن الخارج رصدت عدسة « الأخبار» حالة الطوارئ التي تطالعنا بها بيانات وزارة الصحة، باستمرار فتجسدت أولي مظاهر الاهمال امام بوابة الاستقبال والطوارئ، حيث افترش بائعو الذرة المشوي والتكاتك ليغلقوا المدخل دون ردع من أمن المستشفي غير الموجود من الاساس ، ولم يتم تنفيذ الإجراءات الوقائية التي تدعيها وزارة الصحة باعطاء كل زائر او مريض «كمامة» لضمان عدم انتقال العدوي اليه ، معاناة المرضي تبدأ من السلالم الطويلة التي « تقطع نفس» المرضي وكبار السن للنزول الي منطقة الاستقبال وشباك التذاكر التي يواجهون فيها العذاب كعب داير «وتجد غرفة خارجية بابها مفتوح تجلس الأمهات بها وهن يحملن أطفالهن أثناء تعليق المحاليل دون وجود أسرة رعاية . رفضوا ابني بنظرات الترقب والخوف وقف عرفات علي « عامل» خارج بوابات المستشفي ويحمل طفله المريض بعد ان رفض الطوارئ استقباله، والذي بدء يحكي معاناته فهو من محافظة الوادي الجديد وبسبب ارتفاع حرارة ابنه «علي» الذي يبلغ من العمر سنتين اصيب بمرض نادر في المخ يجعله يأكل أصابعه ويشوه وجهه ، تم احتجازه بمستشفي الدمرداش لمدة 3 شهور ثم أخرجوه رغم عدم تماثله للشفاء واخبروه ان علاجه في مستشفي الحميات ، وعندما انتقل الي مستشفي حميات إمبابة للكشف علي ابني ، طلب منه الاستقبال انتظار الاستشاري د.مجدي عباس حتي يأتي ، ومنذ يومين وانا اتردد علي المستشفي دون جدوي . يا رب رحمتك أمام شباك التذاكر وقفت سيدة عجوز تدعي سعاد ساعدها شابان للوصول إلي أماكن انتظار المرضي، رفعت العجوز التي تعاني من مرض السكر صوتها بالدعاء قائله «يا رب رحمتك» اوضحت أنها تعاني منذ الصباح الباكر من غثيان ودوخة علي الرغم من بقائها بالمنزل ولكنها تعاني من مرض السكر وعندما أتي دورها لم تستطع العجوز الوقوف فقام اخرون بمساعدتها علي الوصول إلي داخل غرفة الطبيب المعالج وبعد ان انتهت ذهبت إلي الصيدلية لصرف العلاج فترد الصيدلانية «الدواء غير موجود هاتية من أي صيدلية برة يا حاجة». الجدة والحفيد وفي مشهد آخر تفترش عجوز الارض وبجانبها ابنتها اسماء التي تحمل ابنها المريض هو الاخر، لم تجد العجوز مفراً سوي انتظار أملاً في سماع أسمها من الممرضه للدخول لتوقيع الكشف الطبي ثم تأتي بنتها من الصيدليه وبيدها حقنه لتقوم بإعطاؤها لإبنها بنفسها بعدما فشلت في أيجاد أي طبيب معاج أو ممرض يقوم بإعطاء إبنها الجرعة اللازمة للعلاج وقول اسماء ان فوجئت صباح أمس أن والدتها تعاني من سخونية وأرتفاع في درجة الحرارة كما أن إبنها كان يعاني منذ أيام بآلام في المعدة وغثيان وتشير إلي أنها انتقلت إلي مستشفي الحميات أملا في العلاج مضيفة : لقد واجهت الأمرين حتي يتم توقيع الكشف الطبي عليهما كما أن أماكن الانتظار «تجيب المرض» فهناك من يقوم بتناول الوجبات الغذائية ومن قام بفرش الحصير ليستظل بالمظلة المخصصة لحماية المرضي فضلا عن مخلفات البناء التي توجد أمام العيادات وغرف الكشف كذلك حمام العيادة غير الآدمي.