الإنجاز الذي تحقق في قناة السويس الجديدة ليس مجرد مجري ملاحي تم تنفيذه، ولكنه أصبح تجربة ملهمة للعمل وتحقيق الإنجازات في مصر بأموالنا وسواعدنا وعقولنا في الإدارة والتنفيذ، وأعاد للمصريين ثقتهم بأنفسهم بأننا قادرون علي صناعة المستحيل وأن حلم التنمية بدأ يتحقق علي أرض الواقع والعالم كله شهد بالإنجاز المصري. خبراء اقتصاد وتخطيط استراتيجي طالبوا باعتماد تجربة قناة السويس الجديدة في كل المشروعات الكبري والقومية وهو نظام «الدفع الذاتي» باستغلال امكانياتنا لأقصي الدرجات في الدعم المالي والإداري والتنفيذ الدقيق، مؤكدين أن ملحمة النجاح في تنفيذ قناة السويس الجديدة يمكن أن تكون حلا لكل مشاكلنا المزمنة. ثقة الشعب يقول الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق أن مافعله المصريون من جمع 64 مليار جنية في 8 أيام لتنفيذ قناة السويس الجديدة بأموال مصرية خالصة دون الحاجة إلي الاقتراض من الخارج له دلالات كثيرة يجب أن نتعمق في تفسيرها، أولا ثقة الشعب في قيادته السياسية، ثانيا الرغبة الحقيقية في المشاركة القوية من المواطنين بتمويل المشروعات القومية، ثالثا وعي القائمين علي المشروع باستخدام شهادات استثمار بفائدة جيدة يوفر فيها استثمار أموال المواطنين، رابعا مازال المواطن المصري يثق في كيان الدولة ولايخشي الخسارة معها. وأضاف أن روح العمل في قناة السويس يجب أن نستغلها وندفع بها لمقدمة تنفيذ المشروعات لتكون نبراسا لنا في معركة التنمية والإنجاز السريع أكد الدكتور رضا عيسي الخبير الاقتصادي أن ما حدث في قناة السويس الجديده باتباع أسلوب الإداره الحازمة والتفكير الخلاق خارج إطار المعتاد يجب أن يكون مثالا يحتذي به في مختلف المشروعات الاقتصاديه التي ستشهدها مصر في الفتره المقبلة. وأضاف الدكتور عيسي انه يجب الغاء قانون المزايدات الحكومية الذي يتيح الاتفاق علي اي مشروع تطرحه الدولة بمبالغ معينة، وبمجرد مرور 3 اشهر يقوم رجل الاعمال الذي حصل علي المشروع بتغيير المبلغ تماما.. واستكمل قائلا لكي ينجح أسلوب إدارة مشروع قناة السويس الجديده في أي مشروع اقتصادي آخر يجب ان تكون المشروعات قابله للقياس والتنفيذ في أوقات محددة والبعد كل البعد عن المماطلة حتي ننجز المشروعات بأكملها. ويري أن سر نجاح القوات المسلحة في إنجاز المشروعات هو اتسامها بالانضباط والمتابعة الدقيقة واستخدام القوانين حتي يتسني لها الوصول للتنمية والنجاح في المشروعات التي تشرف عليها. ويقول الدكتور مختار عبد العظيم أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن نجاح القوات المسلحة في إنجاز المشروعات مثل مشروع قناة السويس الجديدة وتطوير معهد القلب وتنفيذ شبكة طرق علي مستوي عال، يأتي لما يتميز به الجيش من الانضباط الشديد والالتزام والمتابعة المستمرة، وخطته التي يستخدمها، والمعتمدة علي الدقة في التنفيذ ببرنامج زمني محدد بأقل تكلفة وأعلي جودة. وأكد أن تلك السمات يجب أن تتحلي بها كل مؤسسات الدولة، التي تتميز بالتراخي والبطء في تنفيذ وإنجاز المشروعات، لذا يجب تطبيق طرق الإشراف التي تتبعها القوات المسلحة للمشروعات، علي مؤسسات الدولة المدنية حتي يتم النهوض بالدولة. بداية النهوض وقال أن الجيش يوكل إليه أحياناً الإشراف علي بعض المشروعات لما يتمتع به من رقابة وتفعيل للقوانين ودقة والتزام بإعطاء الأموال الخاصة بالمشروعات لمستحقيها، وهذا ما نريده من مؤسسات الدولة كلها فمطلوب من جميع المسؤولين تفعيل القوانين التي تعد بداية لنهوض الدولة. ويقول الدكتور عمرو ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن النجاح في قناة السويس الجديدة يرجع للتقدير الجيد للموقف وتحديد حجم التحديات لتحقيق الهدف المنشود، وإنكار الذات والعمل من أجل مصر. وطرح حلاً حول إمكانية الاستفادة وذلك بأن يكون هناك تعاون بين القوات المسلحة والمدنيين في إنجاز المشروعات الكبيرة مما يتيح استفادة المدنيين من أساليبه وقوانينه التي يستخدمها في إنجاز المهام بأكبر جودة ودقة. ومن جانبه اكد اللواء محمد علي بلال الخبير الاستراتيجي ان السبب الرئيسي لنجاح القوات المسلحه في ادارة اي مشروع تشرف عليه هو التخطيط السليم وتقدير الموقف علي ارض الواقع لاي مشروع تتبناه وتأخذ علي عاتقها فيه انجازه علي اكمل وجه..و اضاف الخبير الاستراتيجي انها تدفع بالمعدات اللازمه لأي مشروع حتي يتسني لها الانتهاء منه في أسرع وقت. وأضاف أن معركة التنمية يجب أن نطبق فيها أعلي درجات الانضباط والعمل.