في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . ...................... ؟ رغم أنه رائد أطفال الانابيب في مصر.. ورغم انه من الأطباء المشهورين عالميا في هذا المجال..إلا أن السياسة خطفته..وخلال السنوات الأخيرة غطت شهرته السياسية علي شهرته الكبيرة كطبيب لأمراض النساء وأطفال الأنابيب. هو د. محمد أبو الغار أستاذ أمراض النساء والتوليد..ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي..والكاتب السياسي الكبير. طوال هذا اللقاء كان د. ابو الغار يحاول جذبي لحديث السياسة الذي يعشقه..بينما أحاول جذبه للابتعاد عنها وكشف الوجه الآخر بعيدا عن السياسة.. والطب أيضا . ...................... ؟ أحاول تقسيم وقتي بين الكتابة والطب والسياسة.. أبدأ يومي في السادسة صباحا بالكتابة..بعدها مباشرة أذهب إلي مركزي الخاص بأطفال الأنابيب لأواصل أبحاثي العلمية..أما فترة المساء فلم أعد أمارس خلالها الطب .. بل أخصصها للسياسة.. « السياسة أخذت جزءا كبيرا من حياتي علي حساب هوايات تانية باحبها زي الفن والأدب.. أما اصابتي بالغضروف فأخذتني من النادي والرياضة والسباحة ». ...................... ؟ والدي أحمد أبو الغار.. كان ناجحا في عمله..أصبح مدير بنك وعمره 30 سنة .. ثم رئيس مجلس إدارة.. كان يتحدث ثلاث لغات بطلاقة عربي وانجليزي وفرنسي.. وكان ليبرالي جدا في التفكير والتربية..ويعامل أمي باحترام شديد..وعلي فكرة.. كان لا يحب الاخوان « أما أمي فكانت ست بيت شاطرة جدا.. تجيد الطبخ والخياطة زي أحسن مصممة أزياء.. وكمان عازفة بيانو هايلة..كانت أم مصرية أصيلة..حنونة جدا.. تطبق العادات المصرية الجميلة..ممنوع ننام بالشراب..ولازم تبخرنا يوم الجمعة .. وفضلت تبخرنا لحد وفاتها سنة 2002 » . ...................... ؟ زوجتي سويدية..لكننا تعارفنا في مصر.. كانت تعمل أخصائية علاج طبيعي في الجيش. فبعد حرب اليمن..كانت لدينا اصابات كثيرة..ولم تكن لدينا معاهد أو كليات علاج طبيعي..فتم تأسيس مركز تأهيل العجوزة..واستعان مؤقتا بأجانب من السويد.. وحينما قرأت الاعلان تحمست لرؤية مصر والهرم فجاءت للعمل هنا..وتعارفنا في حفل وقررنا الزواج. يقول: «كنت فاكر إني هواجه مشكلة مع اهلي..لأنها خواجايه ومسيحية..لكني ذهلت لانهم لم يعترضوا اطلاقا.. وتم الزواج « ويضيف مبتسما . « تزوجت بدري..وعمري 27 سنة.. يعني ما لحقتش أكون «دون جوان»..لكن مش ندمان.. لأني كنت قريب من بناتي وأحفادي» . ...................... ؟ لدي ابنتان «هنا» و«مني».. وأربعة أحفاد.. بناتي مصريات 100% من ناحية الانتماء الوطني والثقافي.. ورغم أنهما يجيدان اللغة السويدية ولديهما معلومات ثقافية كبيرة عن السويد.. إلا أنهما يفكران ويعيشان بالمصري..ولديهما أنشطة كبيرة في العمل العام.. فابنتي «هنا» .. لديها أكبر مؤسسة لرعاية بنات الشوارع «بناتي».. وتعطيها وقتا وجهدا تطوعيا ضخما.. ولها أيضا نشاط سياسي وحزبي.. أما « مني» فلها نشاط كبير في مجال حرية المرأة والدفاع عنها ومنع الختان . أما زوجتي فتعشق مصر ربما أكثر مننا.. وتقرأ لنجيب محفوظ ويوسف ادريس . ...................... ؟ بعد نكسة 67 أصبت باكتئاب..وفكرت في الهجرة للسويد..ووافقتني زوجتي إرضاء لي..لكني لم أستطع الحياة بعيدا عن مصر..فعدنا فورا وطلبت مني زوجتي عدم التفكير في الهجرة مرة اخري . ...................... ؟ أصدقائي كثيرون..أهمهم د.محمد غنيم ود. رشاد برسوم ود. محمد الزرقاني أستاذ الأمراض الجلدية..وفي مجال الفن والأدب جمال الغيطاني وابراهيم عبد المجيد..وصنع الله إبراهيم. «اعتدت لقاء أصدقائي في النادي اليوناني نتعشي وندردش في هدوء.. وكمان بقابلهم في المعارض التشكيلية» ...................... ؟ الطعام لا يشغلني كثيرا.. وسر رشاقتي انني نباتي لا آكل اللحوم منذ 35 سنة..وأكلاتي المفضلة هي الفول والطعمية والسلطة والخضراوات والشوربة . ...................... ؟ أتابع السينما المستقلة التي بدأت تقدم أعمالا جيدة..وتكون جمهورا .. وهي تستخدم كاميرات حديثة وليس بها نجوم..وتكلفة الانتاج قليلة بعيدا عن شركات الانتاج الضخمة..وانا أتابع الأعمال السينمائية من خلال سينما الزاوية التي تعرض أهم الأفلام . ...................... ؟ السنة القادمة سنحتفل بمرور 30 عاما علي ادخال أطفال الأنابيب مصر .. وعلي فكرة نحن متقدمون في هذا المجال ولدينا نسب نجاح عالية.. وأنا كطبيب لم أنقطع أبدا عن البحث العلمي..وآخر أبحاثي نشر عام 2014.. وقد حصلت علي جوائز عالمية من الاتحاد الأوربي علي مجموع أبحاثي.. كما أنني رئيس تحرير مجلة علمية أوربية كبري في مجال الخصوبة. ...................... ؟ وقبل أن أختم الحوار..أصر الطبيب الكبير أن يجذبني للحديث في السياسة عشقه الكبير.. قال: أعترف أن السياسة أخذتني جزئيا من الطب..لكنها أخذتني أكثر من القراءة.. فقد كنت أقرأ كتابا كل أسبوع في مجالات الأدب والفن والسياسة والتاريخ..وكنت أنا وابنتي ننظم ناديا للكتاب.. وكان يجتمع في بيتنا كل أدباء مصر لمناقشة كتاب جديد في أول جمعة من كل شهر . ويواصل بأسي : «للأسف كل ده راح بعد 25 يناير.. بسبب الأحوال السياسية للبلد.. أصل القراءة عايزة تركيز وصفاء نفسي وذهني..والظروف السياسية السيئة بتعمل لخبطة.. ورغم إني سياسي من أيام الجامعة.. لكن زمان كانت السياسة هي حب الوطن..أما النهاردة فالموضوع صعب لأننا عايزين حياة كريمة للناس فيها عدالة اجتماعية وديمقراطية «مشاكل مصر هي أكتر حاجة مأثرة في..ومجنناني..عملت مشاكل مع جميع الرؤساء اللي عاصرتهم بسبب الديمقراطية..وحلمي الوحيد ان أحوال الغلابة تنصلح ..ويعيش المصريون في أمان وحرية.» . ...................... ؟ نعم..عرضت علي الوزارة مرتين..مرة للصحة ومرة للتعليم العالي..لكني رفضت.. ويبتسم قائلا: « أصلي لو قبلتها هايرفدوني بعد ربع ساعة..» .