بدونه يصبح الغش هو المسيطر، فهو الحكم العادل بين البائع والمشتري، ينظم العلاقة بين الطرفين وينهي الكثير من الخلافات التي يمكن ان تحدث اذا ما اختفي. انه «الميزان» الذي يعتبر جزءا اساسيا من تعاملاتنا اليومية، قامت «الأخبار» بجولة ميدانية في سوق الموازين بمنطقة الجمالية ويعتبر هو المركز الرئيسي لبيع وشراء الموازين علي مستوي الجمهورية منذ قرون مضت، فهو الذي شهد مراحل تصنيع الميزان علي ايدي امهر الحرفيين المصريين. وقعت أعيننا علي ميزان علي شكل نسر ذهبي اللون يبدو كتحفة فنية رائعة الجمال غادرت مكانها في احد المتاحف العريقة .. سألنا عنه علي عفيفي صاحب الشركة التي تعرضه فأكد انه تحفه فنية ونادرا ما تقع عينك علي مثله في السوق فالميزان «فن وهندسة» يحتاج إلي الكثير من الدقة والابداع، واضاف انه «اكبر ميزان بكفتين» اما ثمنه فهو 400 جنيه.. واشار إلي ان هذا الميزان يستخدم في وزن المحاصيل والغلال الزراعية ويستخدمه التجار في الاسواق وهناك ايضا «الميزان البولندي» المصنوع علي هيئة المسجد الاقصي بأنامل مصرية وتقدر حمولته بثلاثين كيلو وسعره 500 جنيه ويصنع من معدن الالومنيوم او الاستانلس. . ويؤكد عم حسن الحصري صنايعي موازين وصاحب محل ان الموازين الالكترونية الصينية غزت الاسواق كلها فأصبح الزبون يأتي للسؤال عن الميزان الالكتروني علي الرغم من أنه ليس عمليا، وغالبا ما يتعرض للعطل وذلك لأن سعره رخيص في ظل ارتفاع الاسعار الجنوني الذي نشهده وهو ما اثر بالسلب علي صناعة وتجارة الميزان البلدي ذي الكفتين.. كما ان هناك الكثير من الموازين الالكترونية الصينية التي غطت السوق المصري ولكن افضل الانواع المستوردة واكثرها شهرة هو الميزان «الذاتي الايطالي» وتتراوح حمولته بين 5 كيلو و30 كيلو ويبلغ سعره 8500 جنيه .وتقع مصلحة الدمغة والموازين التابعة لوزارة التموين بجوار سوق الموازين، التقينا برئيسها ابراهيم سيد فأوضح ان الدمغة عبارة عن ختم رصاص يطبع في قالب «السنجة» باللون الرصاصي لتحديد الوزن بهدف حماية المواطنين من الغش التجاري ومن جشع التجار معدومي الضمير وفي حالة ضبط ميزان غير مدموغ يتم عمل مخالفة تتحول إلي قضية وتصل عقوبتها للسجن ثلاثة اشهر ودفع ثمن الميزان ومصادرته علما بان سعره يتراوح بين 400 جنيه إلي 8500 جنيه اذا لم تتم المصالحة وفي حالة المصالحة يتم دفع الغرامة المقررة والتي لا تزيد علي 50 جنيها وثمن الميزان.. ويضيف ان هناك نسبة كبيرة من التجار يتهربون من دمغ الموازين والسنج الخاصة بهم لسرقة الزبون علي الرغم من ان تكلفة الختم والدمغة لا تتجاوز الخمسة جنيهات كل عام حيث يتم تجديده.ويؤكد انه يتم ضبط تاجرين مخالفين علي الاقل يوميا في كل منطقة ويتم تحرير محضر لهم ومنهم من يقوم بعمل مصالحة مع المصلحة والبعض الآخر تتحول إلي قضايا، اما بالنسبة للمتهربين فتبلغ نسبتهم حوالي 60٪ وهم مخالفون وتكون «حجتهم» بعد المسافة بين منطقتهم والمصلحة والمصروفات التي يتم صرفها اثناء ذهاب وعودة التاجر لدمغ الميزان والسنج. سارة أحمد رضوي حسني