سيف الرقابة.. من الموروثات القديمة منذ عام 1938 وهو الذي يقف بالمرصاد للفكر السينمائي عندما يتناول الواقع السياسي.. ويشيع جو الإرهاب لدي صناعة. وفي عام 1973 منعت الرقابة عرض 4 أفلام «العصفور» ليوسف شاهين الذي تناول هزيمة يونيو 67 وإصرار الشعب علي استرداد الأرض بالقوة المسلحة. «زائر الفجر» لممدوح شكري.. وهو يقدم صورة بشعة للإرهاب والقمع البوليسي ورغبه الشعب في الحرية والديمقراطية و«فيلم التلاقي» لصبحي شفيق الذي عبر عن الفساد والانحراف في أجهزة الدولة.. وعن الرغبة في الإصلاح والتغيير و«جنون الشباب» لخليل شوقي فقد تناول فكرة انفصال الأجيال. لم تعرض هذه الأفلام إلا بعد عدة سنوات بعد الحذف الرقابي «المذنبون» لسعيد مرزوق الذي يكشف الفساد في المجتمع المصري المعاصر.. وتم منعه بحجة انه يسئ إلي سمعة مصر.. وتم تشويه الفيلم أثناء عرضه بحذف الكثير من مشاهده.. وتحويل الرقباء الذين أجازوا الفيلم إلي التحقيق.. وخلق جو من الإرهاب في أروقة الرقابة.. و«الغول» تعرض لتعنت رقابي باعتباره عملا يحرض علي قلب نظام الحكم حيث ينتهي الفيلم بمشهد يقارب ما حدث في حادث المنصة الذي اغتيل فيه أنور السادات «البرئ» خاض معركة شرسة مع الرقابة التي رفضت التصريح.. وبلغ الامر إلي احتشاد ثلاثة وزراء الدفاع والداخلية والثقافة ليمارسوا مهمة الرقابة علي الفيلم وأوصوا بحذف العديد من المشاهد خاصة مشهد النهاية الذي يوجه فيه جندي الأمن المركزي طلقاته إلي جنود وضباط الأمن المركزي.. وربما كان الفيلم نبوءة صادقة لما حدث في نفس التوقيت.. حيث انفجرت أحداث الأمن المركزي. وكان «للبرئ» فضل التحذير والتنبيه.. لكن السلطة صمت أذنها حتي كان ما كان.. وللذكريات بقية.