سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير العدل في قفص الاتهام النشطاء يطالبون بإقالته لتصريحه أن ابن الزبال لا يصلح قاضيا
رئيس نقابة عمال النظافة: ربينا أولادنا ب «القرش الحلال» والدستور كفل المساواة لكل المصريين
موقف حرج وضع المستشار محفوظ صابر وزير العدل نفسه فيه بتصريحاته في احدي الفضائيات حول صعوبة تقلد ابن عامل النظافة لوظيفة القاضي. عاصفة من الغضب والاستهجان اشعلتها كلمات الوزير علي مواقع التواصل الاجتماعي وصفته تاره بالعنصرية وشق المجتمع واخري تطالب باقالته وثالثة تتهمه باهدار القيم والمباديء ووصفت تصريحاته بالصادمة لكل الشعب المصري. كما اثارت التصريحات حفيظة أمين حسن رئيس النقابة العامة للعاملين بالنظافة الذي اكد ان عامل النظافة مواطن مصري يتمتع بالاهلية الكاملة وبكل الحقوق الدستورية المتساوية التي كفلها له الدستور وان هناك عمال نظافة يحملون اعلي الدرجات العلمية وابناؤهم وان اهاليهم تحملوا المشقة لتربيتهم من مهنة شريفة و«بقرش» حلال وانه شخص حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية وعمل مشرفا للنظافة 17 عاما كاملا حتي اصبح رئيسا للنقابة وخبيرا استراتيجيا في ادارة المخلفات. وقال ان من انقذ المستشار معتز خفاجي هو أمين شرطة وسائق تاكسي مثلهم مثل عامل النظافة او اي عامل في مصنع او صياد او فران وانه لا شك في ان الرئيس السيسي يقدر ويحترم اكثر من 3 ملايين عامل نظافة وانه ينادي بالمساواة بين الجميع. التصريحات المستفزة للوزير وردود الافعال جعلته يقول تعليقا علي الهجوم عليه انه لم يسيء لاحد خاصة عمال النظافة عندما قال ان هناك مهنا تناسبهم ليس منها القضاء مؤكدا ان هناك من اخرج تصريحاته من سياقها بهدف اثارة البلبلة وطرح قضايا ليس ذلك وقتها مؤكدا احترامه لكل طبقات المجتمع بما فيهم عمال النظافة وانه عندما تحدث تكلم بتلقائية لان تعيين القضاة هو شأن خاص بمجلس القضاء الاعلي وهو ما اكده المجلس في بيان له امس. بداية الازمة كانت بتصريحات للمستشار محفوظ صابر وزير العدل في احدي القنوات الفضائية اول امس اكد خلالها صعوبة تقلد نجل عامل النظافة وظيفة القاضي وبمجرد انتهاء البرنامج اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف النشطاء تصريحات وزير العدل بالعنصرية ، مؤكدين أن التصريح يحض علي التفرقة والكراهية بين طبقات الشعب المصري، موجهين تساؤلهم لوزير العدل: «لماذا لا تعترض علي أن ابن عامل النظافة يروح سينا عشان يدافع عننا». الصدمة من تصريحات وزير العدل ترجمتها تعليقات القراء والنشطاء والمواطنين والحقوقيين والساسة والذين اعتبروها صادمة لكل الشعب المصري، كما أنها تهدر كل الأعراف والمواثيق الدولية والدستورية ولمبدأ التكافؤ وحقوق الإنسان ولا يمكن قبول ذلك علي المستوي الدستوري أو الإنساني فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين ابن عامل النظافة وبين نجل أي مسئول في مصر ولا يجوز لأحد مهما كان أن يهدر حقه في تقلد المناصب العليا. وأشار النشطاء إلي أن هناك نماذج كثيرة تنفي كلام الوزير، ليس بالعمل في القضاء وإنما في رئاسة الدولة نفسها، فوالد الرئيس محمد نجيب بدأ حياته مزارعا، والد الزعيم جمال عبدالناصر، كان من الفلاحين البسطاء ثم عمل بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه وقتها يكفي بصعوبة لسداد ضروريات الحياة المعيشية. ووالد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يعمل كاتبا، ووالد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان حاجبًا بمحكمة طنطا براتب شهري يقل عن 5 جنيهات، ووالد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أبناء الريف بالمنوفية عاش فيها عشرات السنين قبل أن ينتقل للقاهرة، بالإضافة إلي العديد من النماذج المشرفة التي تضرب بكلام وزير العدل عرض الحائط، مطالبين الوزير بالكشف عن وظيفة والده. فيما قال آخر ان هذا التصريح يصيب الشباب بالإحباط، ويؤدي إلي الاغتراب عن المجتمع ويدفعه إلي اليأس والاكتئاب، مضيفاً أن تصريحات الوزير تعكس فكره غير المطابق لرؤية رئيس الدولة التي تدفع إلي العمل والإنتاج والتطلع إلي الأفضل بصرف النظر عن الحسب والنسب والجاه ويجب أن يعي الوزير أن هذا الفكر أصبح مكروهًا ولا مكان له في مصر. واشار اخرون إلي أن الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا، عمل في بداية حياته ماسحًا للأحذية، وكان بيعيط علشان الناس عاوزينه يترشح تاني، وهو رفض حتي يعطي الفرصة لشخص آخر.. الناس ليست بلونها ولا مالها ولا مهنة أبوها.. الناس بأخلاقها وعلمها والكفاءة». المشكلة دفعت نقابة عمال النظافة كما يؤكد رئيسها إلي اعداد مذكرة لعرضها علي المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء مؤكدا انه يكن كل الاحترام والتقدير للمؤسسة القضائية وجميع كياناتها فهي حصن العدالة.