هي أم هاشم، فجدها هاشم الذي كان يهشم الخبز للحجاج ليصنع منه ثريدا (فتة) وهي أم العواجز، فقد كان يؤمها في دارها المساكين والضعفاء وأصحاب الحاجات، فتقضي حوائجهم لما تحظي به من مكانة وكرامة لدي والي مصر الصحابي الجليل مسلمة بن مخلد. وهي صاحبة الشوري، فقد كانت لما تتميز به من رجاحة العقل وفطنة الفكر محل مشورة أبيها الإمام عليّ وأخويها الإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهم. ولدت في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة النبوية المشرفة، يقول عنها شيخي سيدي عبدالمنعم محجوب شيخ السادة العيسوية: «اشتهرت بجمال الخلقة والخلق وعُرفت بالإقدام والشجاعة والكرم وحُسن المشورة، وكانت رضي الله عنها قوَّامة صوَّامة قانتة لله تعالي نائبة إليه»، تزوجت بابن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وكان مشهوراً بالكرم وحب المساكين. اختارت مصر بعد مصيبة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه لما عرفت من حب أهل مصر وواليها لأهل البيت، فدخلتها أوائل شعبان 61 ه. وكان انتقالها إلي الرفيق الأعلي مساء الأحد الخامس عشر من رجب 62ه حيث دفنت بحجرتها بدارها التي أهداها لها والي مصر، وصارت بها قبتها العامرة ومسجدها الطاهر بالحي المعروف بالسيدة زينب. يحتفل بمولدها العلماء والفقهاء والخاصة والعامة، ويأتي إليها المحبون من كل صوب وحدب، يرجون بها السعادة في الدارين والتودد لسيد الثقلين صلي الله عليه وآله وسلم «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القُربي».