طقوس وعادات مازال أهل النوبة يحتفظون بها فى حفلات الزواج الحاجة حسنة عبد الفتاح 55 عاماً سيدة نوبية عاصرت عقودا ومئات من حفلات الزفاف تقول لنا « نحن كنوبيين لنا عادات وتقاليد، تختلف أيضا فيما بيننا علي حسب لهجتنا وانتمائنا، فمنا الكنزي والفديجكي، ونحن الفاديجكات لنا عادات تمسكنا بها لسنوات طويلة «.، وأولها عدم كتابة ما يسمي ب»القائمة «، فعادة ما نتزوج من نفس العائلة، والنوبيون تربطهم كلمة الشرف لذا لا نجد داعي لكتابة قائمة للعروس «. وعن الاتفاق علي منزل الزوجية تقول « جرت العادة ان يشتري العريس المنزل ويجهزه، وهناك أشياء محددة علي العروس وهي المطبخ كاملاً خشباً واجهزة ماعدا الثلاجة، كما تساعد إما بعمل غرفة الاطفال او احدي غرف الجلوس، ويكون عليها أيضا كل الستائر والمفارش والسجاد والتنجيد، والعريس يتكفل ببقية الغرف وكل الأجهزة الكهربائية عدا البوتاجاز «. وقبل الزفاف بشهر يتم الإعلان عن موعد الزفاف، وتبدأ سلسلة من الاعدادت بالقرية المقام بها الزفاف، وهنا تحدثنا هدي عبدالله قائلة « علي اهل العريس والعروس التحضير المسبق بأشهر ولدينا عدة عادات اولها «يوم الشعرية « وهنا يتم عزيمة كل أهل العروس مثلا لتتجمع في منزل واحد وصناعة الشعرية لوضعها علي مائدة الافطار كل صباح خلال ايام الفرح بمنزل العروس الذي يكون ممتلئا باقاربها من كل المحافظات «. أما اليوم التالي في الاهمية هو يوم «البسكويت « وهنا يتم ايضا تجمع كل الفتيات من اصدقاء واقارب العروس واحضار ماكينات البسكوت من منازل اهالي القرية لعجن وخبز بسكويت النشادر لاستخدامه ايام الفرح «. وتقول هدي ان كلا من البسكويت والشعرية يتم تخزين كميات منها لوضعها بكراتين لردها للاقارب الذين يأتون من محافظات اخري فعند سفرهم تتم تعبئة الكراتين واعطاؤها لهم. ومع اقتراب الزفاف وقبله بثلاثة أيام يأتي يوم «العزيمة» وهنا تنطلق الفتيات والشباب من كلا الجانبين، لعزومة الاهالي بالقري النوبية المختلفة عن طريق « دق الابواب» وعزيمة اهل المنزل علي يوم الفرح والحنة. اما يوم الحنة فهو الاشهر لدي كل النوبيات وفيه تتجه العروس فجراً لل»حنانة « ومعها كل فتيات العائلة من اهل العريس والعروس لنقش الرسومات علي اليدين والقدمين، كما تقوم اقارب العريس يوم الحنة ليلاً بتغطية العريس بالحنة ورسم يديه وقدميه جيداً. وعادة ما يتم اقامة «الأراجيد « يوم الحنة لدي العروس أو يتم تأجيلها ليوم الزفاف واقامتها لدي العريس، والأراجيد هو حفل ساهر يبدأ من منتصف الليل وحتي شروق الشمس، ويتم فيه عزف وغناء الأغاني النوبية القديمة، ويحمل الراقون العصيان النوبية المزينة بالألوان الزاهية. وبسبب انتهاء الفرح النوبي صباحاً يتم تأجيل الصباحية لليوم الثالث للزفاف، وعندها تتجه العروس لمنزل والدتها ويكون باستقبالها افراد العائلتين، وفي اليوم الرابع يجهز العريس عزومة كبيرة لأصدقائه الشباب، أما اليوم الخامس وهو يوم « التيجر « تخصصه العروس لصديقاتها ويقمن بالرقص والغناء واعطاء العروس الاموال كهدية زفاف، اما اليوم السابع فهو «السبوع « وعندها تقوم العروس بالذهاب لل»حنانة «مرة اخري لنقش نفس رسمة الزفاف، وتقام الاحتفالات وتتجه العروس لمنزلها لتنتهي مراسم الزفاف. وأحيانا ما يستبدل النوبي كل الحفلات والغناء بما يسمي ب»السفين « وهو اقامة ليلة ذكر يحيها العديد من المنشدين علي انغام الدف والاورج .