ترددت علي الأسماع بعد الثورتين نغمات كثيرة، منها ما قبله العقل وصدقه، ومنها نغمات نشاز لم يقبلها العقل، ولا قبلها الناس وانصرفوا عنها...دعوات جرت علي لسان وخطابات البيت الأبيض الأمريكي، تحمل التهديد والوعيد إن لم يعد الإخوان للشارع السياسي !! ولم تؤثر... دعوات شاركه فيها حلفاؤه في أوروبا، بالعزف علي الآلات النحاسية ولم تصل للآذان !! ولم يستجب أحد... قامت ثورتان تاريخيتان الأولي25/1 علي حكم شاخ وهرم ولم يعد يصلح للحكم، وخرجت الناس إلي الشوارع تلفظه... نقل المهرولون الخبر لمرشد الإرهاب وكان رده ( عايزني أمشي وراء عيال). كانت كل المؤشرات السياسية والاستخبارتية بقيادة أبو العريف تقول، إنها هوجة أو غمة وستنقشع... الثورة الشعبية الثانية 30/6 كانت علي الفاشية الدينية ومرشدها... صدرت الأوامر للجماعة من سيد البيت الأبيض، بضرورة النزول والمشاركة وقمع المتظاهرين... تحولت الثورة بنزولهم من سلمية إلي دموية.. أعملوا القتل في الثوار... احتار الناس والثوار في تحديد الفاعل، فكان مسمي الطابور الخامس، أو اللهو الخفي، أوالطرف الثالث... قناصة أسطح العمارات... إنذار شديد اللهجة من أحد القادة العسكريين، لقيادة اللهو الخفي( البلتاجي) عن مجرم قناص (إن لم ينزل سأصعد بنفسي وألقيه من السطح) وأنزلوا بالفعل المجرم القناص... تزوير الانتخابات... التهديد بإحراق مصر، أوتسليمهم السلطة الكاملة علي البلاد، أو تنزل ميليشياتهم إلي الشوارع، ويصبغونها بلون الدم الأحمر... أعمال الخيانة والسلب والنهب... تمكين اللصوص من الوزارات والمحافظات والمصالح، كما ستحكي قريبا ساحات المحاكم... تاريخ أسود لأعمال اغتيالات وزرع متفجرات وحرائق لأكثر من ستين عاما بمصر الملكية والجمهورية. مبادرات تشهدها مصر، بقبول الإخوان الإرهابية كمشاركين في العمل السياسي، وحتي لا أنخدع أنا أوغيري، أسأل من وراء هذه الدعوة، ومن خلف تلك الترتيبات؟! أغلب الظن، أيدٍ سوداء أمريكية، انتهزت فرصة مصر المهمومة بالداخل، في إعادة بناء ما خربوه بعد الثورة، وانشغالها خارجيا بأمنها القومي والعربي... خرجت نغمات نشاز تساند فكرة البيت الأبيض بدمج الجماعة في العمل السياسي والحزبي والمناصب الحكومية... وعدم الإقصاء والتجنيب أو التهميش... بكل تبجح ضرب الفريقان عرض الحائط بمواد الدستور، التي تحرم وتجرم خلط الدين بالسياسة أوتسييس الدين. امتلأت شاشات الفضائيات (بالتائبين) من الجماعة الإرهابية، كنا نحمد لهم موقفهم الذي اتخذوه عن طيب خاطر، بمفارقة الجماعة بعد خدمة في صفوفها منذ نعومة أظفارهم، وغيبوبة سنين معهم، لم نسألهم لماذا ولا هم أفصحوا عن أسباب الخروج... اليوم يعودون وبعد سنين الغيبوبة، وينشرون مذكراتهم في صحف يملكها أتباع إلاخوان (الدكتور محمد حبيب نائب المرشد) وآخر ينشر كتبا عن التنظيمات السرية للجماعة (الدكتور الخرباوي)... لماذا سكتم ونام ضميركم عشرات السنين؟! إخواني ثالث عاشق متيم لفكر رجل الإرهاب الأول، والمرشد والمعلم حسن البنا، ويذكره في كل أحاديثه الفضائية بالتوقير والإجلال، كنت متتبعا لتصريحاته أثناء إقامته في لندن (الدكتور كمال الهلباوي)... اليوم يعلن عن وثيقة للإخوان الجدد، بوجوب الاصطفاف في هذه الأيام... أي اصطفاف يا رجل، وخلف من؟! أخيرا اكتشفتم خطأكم، وفهمتم الإسلام الحق وأنتم تولون وجوهكم شطر التراب... أفاء الله عليكم بالعمر المديد، ولكن شطر التوبة والمغفرة، والإعتذار لمصر ولأمة الإسلام، والمسلمين بما اقترفته جماعتكم، وعن تعاليمكم وكتبكم التي زرعتوها في عقول الشباب الأبرياء، أجيال وأجيال أفسدتها جماعتكم... جماعة اللهو الخفي، ارحمونا فما عدنا نخط وشم الأسد علي الصدر والعصافيرعلي جانبي الدماغ.