اتفق والدي معه أن يستغل عمودا في المجلة خاصا بعناوين النجوم للمراسلة والتواصل مع القراء وعند صورة وعنوان الفنانة ليلي علوي قاما بوضع رقم تليفون الفنان الكبير عبد الله فرغلي !! كنت أغار علي والدي وأرفض تماماً داخل نفسي فكرة أنه من الممكن أن يتزوج وأن تأتي زوجة أب مثلاً للعيش معنا في شقة الدقي، أعتقد أنها كانت سوف تكون تعيسة الحظ وبالتأكيد إذا كنا سنبحث وراءها وفي تاريخها كنا سنكتشف أنها أذنبت في حياتها ذنبا عظيما ليرميها قدرها في طريقي (بتعبد أصناما مثلاً) ومن رحمة ربي أن الأمر لم يحدث.. كان والدي قد قطع عهداً علي نفسه ألا يتزوج بعد تجربته غير الناجحة مع أمي وقرر أن يعيش لي ولفنه ولأصدقائه فقط. وفي يوم كنت جالسا أتصفح جريدة الجمهورية وفجأه وقعت عيناي علي خبر زواج والدي من الفنانة السورية وفاء سالم بطلة فيلم النمر الأسود وقتها!! صدمت صدمة العمر وتعجبت من قدرة والدي الفائقة علي (أرطستي) فأنا أعيش معه وبجانبه معظم ساعات اليوم باستثناء أوقات المدرسة والأوقات الأخري التي أقضيها في مطعم رضوان بميدان الدقي بضرب 12 شاورمه كايزر.. هل كان والدي ينتهز فرصة انشغالي بالشاورمه وتزوج دون أن أعلم؟! ذهبت إليه وكلي حزن وكسرة مصطنعة لكي أحنن قلبه ليطلقها إذا تزوجها بالفعل ! وسألته ( الخبر اللي في الجرنال ده صحيح يابابا؟ ) ضحك والدي وأنكر تماماً الخبر وأكد لي أنها مزحة من صديق صحفي فقد كان والدي وأصدقاؤه يقومون بعمل العديد من المقالب عن طريق أصدقائهم الصحفيين، فأتذكر عندما كان الصحفي الكبير فؤاد معوض الشهير بفرفور يكتب في مجلة الإذاعة والتليفزيون في الثمانينيات اتفق والدي معه أن يستغل عمودا في المجلة خاصا بعناوين النجوم للمراسلة والتواصل مع القراء وعند صورة وعنوان الفنانة ليلي علوي قاما بوضع رقم تليفون الفنان الكبير عبد الله فرغلي !! ولك ان تتخيل عزيزي القارئ عندما يجد الشباب وبالذات شباب الأقاليم في عام 1987 رقم تليفون الفنانة ليلي علوي ماذا سيحدث! تليفونات رهيبة لا تتوقف في منزل الفنان عبد الله فرغلي للسؤال عن ليلي علوي، تليفونات من القاهرة والصعيد وبني سويف وبورسعيد، تليفونات من الخليج ومن أوروبا ومن أمريكا..أيام وليالٍ قضاها الفنان عبد الله فرغلي وأسرته في صداع مزمن بسبب مقلب والدي معه وعندما قرر الفنان عبد الله فرغلي تغيير الرقم عاودوا وضع الرقم الجديد مرة أخري بل كان أبي يزج ببعض أصدقائه للاتصال بنفسهم ( مساء الخير منزل الفنان عبد الله فرغلي؟ أيوه يا فندم.. ممكن أكلم الفنانة ليلي علوي ) نفد بعدها صبر الفنان عبد الله فرغلي وثار وتم الاتفاق علي هدنة بين أبي والفنان الراحل في شقة الدقي بحضور العديد من الأصدقاء ومنهم الفنان الكبير صلاح السعدني والفنانة الراحلة معالي زايد التي كانت من أقرب الناس لقلب والدي رحمها الله..( كانوا بيستمتعوا بحياتهم مش نحت وفحت وبس). أعود إلي إشاعة زواج أبي ولن أستطيع أن أصف لكم مدي الغتاتة (واللزقة) التي أصبحت فيها بعد نزول الخبر عند زيارة الفنانة لنا بعدها، أجلس معهما هي ووالدي ولا أفارقهما ولا أتركهما لحظة حتي في جلسات العمل، اجلس مجعوصاً مرتدياً جلبابا يحتمل بدانتي بالكاد وأضع كل تركيزي لأتأكد من كذب الخبر ولكي أدمر أي فرصة أو احتمال لحدوث مثل هذه الفكرة المستحيلة وقد كان الأمر بالفعل شائعة.. أتذكر فنانة أخري شابة كانت وجها صاعدا في الثمانينيات وكنت أتضايق من وجودها عندنا وكنت قد وضعت خطة لتطفيشها من شقة الدقي وكانت خطتي تعتمد علي أنها في كل مرة تدخل فيها إلي الحمام أتجه بمنتهي الرزالة وأطرق عليها الباب ( ياطنط لوسمحت عايز الحمام ) ترد الفنانة في البداية بمجاملة (حاضر يا حبيبي) انتظر نصف دقيقة وأعود وأطرق الباب مجدداً واضعاً فمي علي الباب وبكل ما أوتيت من غلاسة ( يا طنط مش معقول كده بقول لحضرتك عايز الحمام) أسمع في صوتها خنقة أسعد بها وأبتسم منتصراً مع سماعي لصوت السيفون، تفتح بعدها الباب وتخرج باهتة الوجه.. خطة (يا طنط عايز الحمام) كانت تنجح بعد تكرارها مرتين أو ثلاثا علي الأكثر فقد امتنعت بعدها الفنانة الصاعدة عن الحضور هي وكثيرات.. أقسم بالله ما اعرف أبويا ازاي كان مستحملني :) سلامو عليكو