الحوار الهام الذي أجراه الكاتب الصحفي الكبير محمد بركات رئيس التحرير مع المهندس رشيد محمد رشيد يكشف إلي أي حد استعدت مصر للقمة الاقتصادية العربية التي بدأت أمس الأول بشرم الشيخ وتختتم غدا بحضور القادة والزعماء العرب. قال المهندس رشيد في الحوار ان هذه هي القمة الاقتصادية العربية الثانية حيث عقدت الأولي في الكويت بمبادرة مصرية كويتية ولم تحظ باهتمام اعلامي لانعقادها في نفس توقيت العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة وتم الاتفاق بين رؤساء الدول العربية علي انعقادها كل عامين. كما أشار رشيد إلي ان الهدف من عمل القمة هو تحقيق الحلم القديم بإنشاء سوق عربية مشتركة التي تتطلب وجود حرية في انتقال البضائع وسهولة في الانتقال بين الحدود ويتحقق كل ذلك بالتزام الرؤساء والحكام العرب، مضيفا ان السبب وراء عدم تحقيق هذا الحلم منذ القدم هو اختلاف الأنظمة الاقتصادية العربية، كما ان الشركات هي التي يمكنها تحقيق هذا التكامل وكانت مملوكة للحكومات التي تفرض عليها سياسة التعامل، بالاضافة إلي عدم امتلاك البنية التحتية مثل خطوط السكك الحديدية وغيرها. وأضاف رشيد في حواره »للأخبار« ان الحلم أصبح سهل التحقيق بسبب توحد النظام الاقتصادي في غالبية الدول العربية وهو الاقتصاد الحر ووجود الشركات العربية غير المملوكة للحكومة فمثلا مصر لديها عشرات الشركات التي تمتلك فروعاً عديدة في الدول العربية. وقال رشيد، إنه لأول مرة في قمة عربية تلقي الشركات والغرف التجارية في الدول العربية خطابا في الجلسة الرئيسية للقمة تعبر فيه عن رؤيتها ومطالبها وما سيتبعه من تشاور وتفاعل بين الوزراء والحكومات مع الشركات، منوها في الوقت نفسه إلي أهمية الحكومات لتسهيل مهمة هذه الشركات ولتحقيق التكامل. وأشار رشيد إلي ان ليست كل الدول العربية متحمسة لفكرة التكامل الاقتصادي نظرا لوجود احساس بان هذا التكامل سيؤدي إلي تقلص سلطاتها الداخلية. وأضاف رشيد ان البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك يعتمد علي خلق وظائف جديدة حيث تم توفير 4 ملايين وظيفة خلال ال5 سنوات الماضية. وأشار وزير الصناعة إلي ان مؤشر أسعار السلع الغذائية واصل ارتفاعه إلي أعلي مستوياته في التاريخ نتيجة المضاربة في أسعار السلع الغذائية التي تلت موجة البرد التي اجتاحت العالم، ولكن الحكومة تحملت أسعار القمح بالكامل والزيت وجزءا كبيرا من السكر سواء من خلال التسعير أو البطاقات التموينية وهو ما يتطلب زيادة الموازنة العامة. واضاف ان أهمية الاستثمار ترجع إلي خلق وظائف حقيقية وليست وهمية، مشيرا إلي تراجع الاستثمار الأجنبي الذي نعتمد عليه مثل أوروبا وأمريكا والخليج، لارتباطه بالأحداث العالمية مثل الأزمة المالية واحجام البنوك علي اقراض المستثمرين. وأعرب رشيد عن أمله في مضاعفة معدلات النمو وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة.