رغم ان عدد السياح القادمين إلي محافظة البحر الاحمر تعدي ال 5.4 مليون سائح عام 0102 وهو رقم كبير في حجم السياحة إلا ان السياحة التاريخية للمحافظة مازالت حلما لم يتحقق حتي الآن حيث انها تزخر بالعديد من الآثار التي يرجع تاريخها إلي مختلف العصور الفرعونية والرومانية والقبطية والاسلامية. وقد حرصت المحافظة علي دعم هذا النشاط فقامت منذ 01 سنوات بتخصيص قطعة ارض في موقع متميز بمدينة الغردقة لاقامة متحف للاثار يساعد في انعاش المحافظة سياحيا إلا ان المتحف مازال مجرد لافتة تحمل حجر الاساس قام بوضعها الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الاعلي للاثار وقتها ووعد اهالي المحافظة والمستثمرين في المجال السياحي في مؤتمر جماهيري بمجمع اعلام الغردقة بأن المتحف ينتهي في القريب العاجل وانه سوف يتم وضع رأس توت عنخ آمون الذهبية لفترة معينة في هذا المتحف ومرت السنون والايام ولم يحدث شيء. »الأخبار« فتحت هذا الملف للتعرف علي اثار البحر الاحمر التي كانت ومازالت حلما لم ير النور. في البداية يقول محمد عبده حمدان عضو مجلس محلي سابق وسكرتير مدينة القصير السابق: ان الدولة اهملت نشاطا سياحيا مهما في البحر الاحمر هو السياحة التاريخية وكان الاهتمام ينصب فقط علي الشواطيء والجزر والرياضات البحرية فمحافظة البحر الاحمر كانت منذ قديم الازل وحتي عام 5991 تمتد من البحر إلي النهر حيث كانت حدود محافظة البحر الاحمر حتي حاجز قنا كذلك حدودها مع اسوان تمتد حتي حاجز اسوان والذي يقع في قلب اسوان وقد شهدت الوديان ما بين محافظة البحر الاحمر وتلك المحافظات نشاطا ملحوظا فقد كان طريق القصير - قفط الاكثر نشاطا في عهد الفراعنة حيث كان الفراعنة يكنون لهذا الطريق كل التقدير والاحترام وكانوا يسمونه »روهانو « اي طريق الآلهة لاعتقادهم ان اسلافهم واجدادهم جاءوا من بلاد بونت في جنوب البحر الاحمر عبر هذا الدرب ويعرف هذا الطريق عند علماء الاثار والجغرافيا والتاريخ باسم وادي الحمامات وهو يبدأ من قفط بمحافظة قنا وحتي القصير حيث كان الفراعنة يرسلون بعثاتهم لقطع الاحجار اللازمة لمعابدهم وتوابيتهم في هذا الطريق. وأضاف حمدان ان الفراعنة كانوا يستخرجون من هذا الطريق الذهب ولايزال منجم الفواخير بعمل حتي الان وتوجد ايضا بقايا المساكن القديمة والتي كان يقيم فيها العمال بتلك المناجم، مشيرا إلي انه توجد خريطة فرعونية قديمة بمتحف تورينو بإيطاليا ثبت انها تخص منطقة الفواخير حيث تظهر من خلال تلك الخريطة بعض الدروب والمسالك الخاصة بهذا الطريق. وقد سجلت البعثات الفرعونية التي كان يرسلها ملوك الفراعنة التي ذلك الطريق لجلب الاحجار أو استخراج الذهب تاريخها والاعمال التي كانوا يقومون بها في هذا الطريق علي الصخور وجدران الجبال التي تمتد بطول الطريق فقد بلغ عدد النقوش الموجودة بتلك الاماكن ما يزيد علي 0032 نقش فرعوني وسجلت ايضا تلك النقوش رحلات الفراعنة إلي بلاد بونت لجلب الجلود والعطور والعاج.كما يوجد ايضا مرسي وادي الجواسيس كان يستخدمه الفراعنة في الابحار وهو يقع حاليا جنوب ميناء سفاجا البحري الحالي. وأضاف حمدان ان طريق قفط القصير استمر في العهد البطلمي وتم اقامة العديد من الاستراحات والابراج التي مازالت اطلالها باقية حتي الآن. ويشير محمد رفيع عضو مجلس محلي ومؤرخ تاريخي ومؤلف كتاب الامل والتاريخ والذي يتناول سيرة البحر الاحمر ان البحر الاحمر كانت له ذكريات ايضا مع الرومان ومازالت توجد اثار رومانية حتي الان سواء بالطرق التي كانوا يسلكونها أو مناطق استخراج الاحجار واماكن اقامتهم فقد كان الرومان يستخدمون ميناء القصير وكذلك ميناء برانيس والذي يبدأ من وادي اللقيطة بميناء برانيس جنوبا ومازال المدق الخاص بهذا الطريق موجودا حتي الآن كذلك استخدم الرومان ميناء شمال البحر الاحمر وهو يقع شمال مدينة الغردقة بحوالي 2كم وتوجد المدينة الرومانية والتي تقع في قلب الصحراء عند الكيلو 04 طريق سفاجا - قنا حيث كانت يستخرج منها الاحجار التي يصنع منها المسلات ومازالت اثارها موجودة حتي الان وعلي الرغم من ذلك لم تستغل سياحيا.وأضاف رفيع ان البحر الاحمر ظل متواصلا مع العصور حتي العصر الاسلامي بسبب امتلاكه للمواني الموصلة للاراضي المقدسة وطرق الحج التي كان يستخدمها المسلمون.ومن جهتها اكدت امل جاد الله عضو مجلس الشعب انها ناقشت موضوع المدينة الرومانية الموجودة حاليا بالبحر الاحمر وسبل استخدامها سياحيا كذلك متحف الغردقة والذي لم يتم البدء فيه حتي الان وذلك خلال اجتماع لجنة الثقافة والاعلام والسياحة بمجلس الشعب وطالبت بضرورة الاهتمام بالسياحة التاريخية بالبحر الاحمر لزيادة حجم السياحة القادمة واستغلال رحلات اليخوت السياحية التي تأتي بموانيء البحر الاحمر محملة بالسياح من مختلف الجنسيات.