لا ينبغي لمن يملك مساحة للكتابة، أن ينفرد بالمساحة المخصصة له دائما، خاصة إن جاءه قبس من نور، من قارئ مستنير يريد أن يدلي بدلوه في قضية تتعلق به وبنا وبمصر وسلامتها.. لذا فقد رأيت أن أتيح مساحة مقالي لكلمات خطّها لي أ.د. فكري جورج اسكندر تعقيبا علي مقالي السابق عن الحادث الأليم لكنيسة القديسين، والذي أتمني أن نتجاوزه، ليس بالتعبير عن الألم وحده، بل بإرادة التغيير التي ينبغي علينا أن نفرضها بحزم علي أنفسنا نحن المصريين، والتي تفرضها علينا أيضاً مواطنتنا لإحداث تغيير مجتمعي علي أرض الواقع المصري يوحد كل أطيافنا .. بنية خالصة.. صافية.. محبة.. مؤمنة ، إن كنا نريد بحق الحفاظ علي صفاء النفوس الجميل والإيجابي الذي تصدينا به بحق لفتنة يروج لها في وطننا .. وتقول كلمات د. فكري جورج اسكندر والتي أتمني أن نقرأها بعناية فائقة لأن بر الآمان يسكنها، كما تسكنها الرغبة الصادقة والأمل في التلاقي.. "الكاتبة د. سمية سعد الدين أزعجني الحادث المؤلم لشعب كنيسة القديسين بالإسكندرية، بل أوجع قلبي وأدمي عيوني وأفزع نفسي، وشتت فكري.. مقالك .. وكلماتك الحانية التي تقطر محبة أعادت إليّ بعض توازني.. أيضا مشهد عشرات الشموع وصور الهلال يعانق الصليب وكلمات كلها محبة، وتعزية، ينتظروننا خارج الكنيسة في منتصف ليلة العيد.. مس قلبي.. وأدمع عيوني.. شكرتهم وصافحتهم وكنت أتمني أعانقهم واحدا واحدا ،وواحدة واحدة.. ياإلهي.. هل مازال في الوطن أناس يحملون لنا مشاعر طيبة؟ اسمحي لي ياسيدتي أن أتساءل من أين أتيتم ؟ وأين كنتم ؟ولماذا لم تدافعوا عن إخوتكم ؟ ولماذا تخليتم عنا ؟ أخيرا وجدناكم، وأرجو ألا نفقدكم مرة أخري، وأن تستمر صحوة الرأي والقلم ولاتخفت مع الأيام، حتي لاتضيع أرواح ودماء الشهداء سدي . أحلم بمصر المحبة والعدالة بلا تفرقة.. بلا كراهية.. بلا إرهاب.. هل أحلامي مشروعة ؟ أخشي أن أفيق من أحلام دفعتها كلماتك إلي خيالي، علي صوت انفجار آخر، أو أشلاء جسد إنسان تتطاير لا لشئ سوي أن معتقداته تختلف عن معتقدات بعض الناس . أخيرا.. شكرا لك وشكرا لكل كاتب مستنير مثلك هزته الفاجعة، وشكرا للشباب حاملي الشموع، لقد أضأتم نفسي التي أظلمها الحادث الأثيم.. مشاعركم الرقيقة ومحبتكم كانت أجمل وأغلي هدية قدمت لي في عيد الميلاد الجديد.. عظيم احترامي ومحبتي.. وكل سنة وأنت وأمثالك ومصر كلها بألف خير وسلام.." التوقيع..أ.د. فكري جورجي اسكندر. مسك الكلام.. ربما قصرنا كلانا في التعبير عن مشاعرنا.. ربما انعزل كلانا، ربما لم يلتزم كلانا بسماحة أدياننا.. ربما حدث ذلك لأن كلانا كان يؤمن أن علاقاتنا خالدة كخلود أدياننا، شامخة كأهراماتنا، متسامحة كأرض مصرنا.. ربما!