منذ 41 يوما تحديدا في 13 ديسمبر وتحت عنوان »عام.. اللهو الخفي« قلت في توقعات العام الجديد إن المجهول أو الأسباب الخفية ستكون هي السائدة لمزيد من التوترات والمشاكل السياسية في العديد من قضايا المنطقة وخاصة عملية السلام والوضع في لبنان.. وكانت التوقعات بشأن لبنان انه مع كامل التقدير لكل مبادرات لم الشمل اللبناني فإن الكلمة الفيصل في وضع لبنان هذا العام هي قرار المحكمة الدولية في مقتل الحريري.. ومع هذا القرار لن يكون هناك جان أو متهم وسوف يتحول البلد إلي الحرب الكلامية لتصل إلي معارك حقيقية سوف يشملها اللهو الخفي. وها هو اللهو الخفي من الأيادي الاقليمية والدولية تسرع بلبنان إلي وضع علي حافة الهاوية وفي مهب الريح.. لم يكن الأمر قراءة لعلم الغيب ولكنه هذا هو الواقع اللبناني المر الذي لا حل فيه غير تكرار كلمة الرئيس الراحل أنور السادات أثناء مقدمات الحرب الأهلية »أرفعوا أيديكم عن لبنان«.. بعد ان تحول إلي ساحة للصراع الاقليمي والدولي، وتحولت جميع ميليشياته وتياراته السياسية وأحزابه إلي ألعوبة في يد القوي الخارجية.. وغابت الحكمة وتغليب مصلحة الوطن، حتي ضاعت لبنان في حرب أهلية استمرت سنوات طويلة، وعادت الفتنة تطل من جديد بعد مقتل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري منذ 7 سنوات.. وعاش اللبنانيون في دوامة المحكمة الدولية في الحادث، بعد توافق وطني ودولي. وتتوالي الأحداث علي مدي العامين الماضيين، وعقب الحرب الاسرائيلية علي الجنوب 6002.. وتتعاقب المبادرات الاقليمية والدولية، آخرها الجهود السعودية السورية.. ولكن اللهو الخفي من لا يريد للبنان أمنا واستقرارا، ومن يريد لمنطقة الشرق الأوسط هدوءا أو سلاما، ومن يتلاعب بقضايا المنطقة لمصالحه يضع جميع الأطياف اللبنانية علي حافة الانفجار.. ما بين الحكومة والمعارضة أو تكتلات التيارات والأحزاب السياسية ما بين الموالاة والمعارضة والتي تبارت وعلي رأسهم حزب الله، في وضع البلد في مأزق، أما أن تجتمع الحكومة برئاسة سعد الحريري وتعلن مقدما رفض قرار المحكمة الدولية وإما ان يستقيل 11 وزيرا من ائتلاف المعارضة في الحكومة وهو ما حدث وأدي إلي انهيار حكومة الحريري التي تم تشكيلها بعد مشاورات استمرت 6 شهور، قبول الحريري رفض قرار المحكمة الدولية وقبل صدوره، لم يكن بالأمر الذي يتقبله العالم بإلغاء المحكمة، بل ولن تقبله بعض التيارات المتحالفة مع الحريري وعلي رأسهم قوي 41 آذار وتيار المستقبل، وإذا قبله سعد الحريري رئيس الوزراء، فهل يقبله سعد الحريري ابن القتيل، وهل من السهل علي الابن التفريط في دم أبيه بعد سنوات من عمل المحكمة الدولية، ولم يكن هناك غير مأزق انسحاب وزراء المعارضة، الذين تعمدوا اعلانه في لحظة لقاء سعد الحريري مع الرئيس باراك أوباما في واشنطن.. وقول الوزير المتحدث باسمهم علي الشعب ان يختار بين لبنان وأمريكا. انهارت الحكومة ببساطة.. ولكن كيف سيتم حل المعضلة.. هذا هو السؤال الذي ستطول الإجابة عنه.. إذا كان لدي اللبنانيين أنفسهم إرادة التوصل إلي حل!