لاقي الإعلان عن مشروع رئاسة الجمهورية للنهوض بصناعة السينما استحسانا من جانب المهتمين بصناعة السينما والفنون بشكل عام لكنه أثار حفيظة صناع الدراما الذين طالبوا بإدراج الدراما التليفزيونية ضمن هذا المشروع لانها لاتقل أهمية عن السينما كما أنها مصدر رزق لملايين يعملون بها وحول المشروع ورؤية المتخصصين لأهم البنود التي يجب أن يحتويها.. كان هذا التحقيق: يقول المخرج محمد فاضل لقد أصابني نوع من الاندهاش بسبب إسقاط الدراما التليفزيونية من حسابات الدولة فاذا كانت غير مؤثرة من وجهة نظرهم من الناحية الفنية والثقافية فهي مؤثرة بالتأكيد من الناحية الاقتصادية والتي يعمل بها ملايين من العاملين والتي تعد مصدرا للاستثمار والنهوض بالاقتصاد المصري فهناك تصور خاطئ لدي القائمين علي تلك المبادرة بأن السينما فقط هي التي من شأنها الارتقاء بالاقتصاد.. واضاف أريد أن أطرح سؤالا علي الدوله أين ذهبت توصيات مؤتمر أخبار اليوم للابداع والذي مر أكثر من شهرين علي إقامته كان هناك طلبات محددة من الدولة والتي يجب ان تأخذ بعين الاعتبار كما أكد علي ضرورة وجود عمل فعلي علي أرض الواقع للنهوض بالدراما التليفزيونية التي تدخل كل منزل وتؤثر في الاجيال القادمة وتشكل وعيهم بدلا من إطلاق مبادرات لا قيمة لها فيجب انقاذ الدراما من خلال دعم الدولة حتي لا تصل إلي ما وصلت إليه السينما خلال الاعوام الماضية. و أكد المؤلف محفوظ عبد الرحمن علي ضرورة عودة الدولة للإنتاج سواء الدرامي أوالسينمائي أوالمسرحي وقال لابد أن تتغير الإدارات القائمة علي تلك المؤسسات الخاصة بالإنتاج الحكومي فالإدارة الجيدة هي السبيل الوحيد لتقديم أعمال جيدة فاذا وجدت إدارة جيدة ستستقطب كتابا جيدين يقدمون نصوصا تستحق أن تقدم في أعمال يصبح لها قيمة.. فالمشاكل التي تواجهها السينما والدراما كثيرة ويأتي في مقدمتها اختيار الموضوعات ومن يختارها ولابد أن يعود للإدارة الأشخاص القادرون علي تقديم أعمال جيدة إلي الساحة ولابد ايضا أن تعود اصول السينما إلي وزارة الثقافة كما كانت مع دعم الدولة لتلك الاستديوهات التي استهلكت ولابد أن تتدخل الدولة في توزيع الأعمال الفنية بدلا من التسول الذي يعانيه الموزعون لتسويق أعمالهم مع بناء دور عرض جديدة في كل مكان في مصر. وأضاف للأسف الدراما التليفزيونية والسينما والمسرح كل منها يعاني الكثير من المشكلات ولابد أن نضع يدنا علي تلك الجراح التي يعرفها المتخصصون فلكي ينضج هذا الشعب لابد ان يشاهد دراما وسينما ومسرحا يحترم عقله ويرتقي به..ولابد أن تكون بداية انطلاق السينما مع وزارة الثقافة وأن تعود جهات الإنتاج الحكومية للإنتاج الدرامي وتشارك مع القطاع الخاص فالدولة لابد أن تكون المايسترو والقائد في تقديم أعمال فنية جيدة. و يقول المخرج مجدي أحمد علي أنا لست متفائلا بما تعده الدولة من مشاريع تجاه الفنون فكل فترة يتم عقد عدد من الإجتماعات والخروج بتوصيات من شأنها النهوض بصناعة السينما والدراما والمسرح لكن لا شيء ينفذ علي أرض الواقع فكل مسئول يلقي بالمسئولية والمهمة علي غيرة ولا نجد حصادا لهذه الإجتماعات والمبادرات.. واضاف لقد عرضت ان يكون هناك عدد من المشاريع الخاصة بالسينما والدراما للعرض علي المؤتمر الإقتصادي المقرر عقده الشهر القادم من بينها انشاء من 500 إلي 2000 دار عرض سينمائي فنحن ليس لدينا مشكله في النصوص ولا التوزيع ولا الإنتاج والمشكلة في دور العرض القليلة فالفيلم الجيد والهادف لا يستطيع الصمود أمام الأفلام الهابطة والمسفة بسبب عدم وجود دور عرض يستطيع المنتج أن يحقق ايرادات أكبر تشجع علي إنتاج أعمال أخري.. فالفن لابد ان يعامل كقضية أمن قومي وادعوا الدولة أن تعتبر هذه الصناعة سواء دراما أو سينما أو مسرح كدور العبادة وأن يحصل من يبني مركزا ثقافيا أو مسرحا أو دار عرض علي إعفاء من الضرائب وتسهيلات كما أنه لابد أن تعود دور الرقابة التي غابت وأن تختفي البيروقراطية وإعاده هيكلة كل المؤسسات. ويقول المنتج ممدوح شاهين أخشي أن يكون هذا المشروع كلاما في الهواء كما سبق أن سمعنا عن مشاريع والكل كالدخان يطير لكن لابد أن تدرج الدراما علي خطة الرئاسة فهي صناعة مهمة تحتاج بالإضافة إلي أنها مصدر رزق لأكثر من 5 ملايين مواطن فالدراما لابد أن تدعم كالأمن والغذاء بل هي أهم من كل السلع والأشياء التي تدعمها الدولة فلابد علي الدولة أن تعود للإنتاج وتعيد النظر في قطاعاتها الإنتاجية الخربة وأدعو مؤسسة الرئاسة لزيارة التليفزيون للتعرف علي المستوي المتردي الذي وصل له حال كيان مهم من كيانات دولة بحجم مصر ايضا قطاع القطاع الإقتصادي بالتليفزيون الذي يعد المنفذ الوحيد لبيع المسلسلات فمتي آخر مرة باع مسلسل وطالما هو فاشل في وظيفته لماذا نبقي عليه وعلي قيادته وكيان كمدينة الإنتاج الإعلامي الذي يصل دخله لأكثر من 400 مليون جنيه في السنة أين تذهب هذه الأموال؟ ولماذا لا ينتج بها أعمال؟ فلابد ان يعاد النظر في تلك الكيانات ولابد ان تتغير المنظومة بالكامل ويكون المسئول عنها علي درايه وكفاءة ليصل إلي منصبه وليس عن طريق الواسطة أو عن طريق الترقية.. وأضاف شاهين أطالب الدولة بالعودة للإنتاج الدرامي سواء بالإنتاج أو المشاركة كما أتمني من الدولة أن تدعم المنتج الخاص الذي أصبح العمود الفقري والأساسي في صناعة الدراما والسينما فليس من المعقول أن أدفع 50 ألف جنيه لأصور في الهرم أو 10 آلاف نظير ساعة في المطار أو عندما أركب طائرة لأذهب للتصوير في شرم الشيخ أجد السائح يدفع تذكرة أقل مني في السعر بحجة دعم السياحة فلابد من دعم الفن أيضا فهو مهم كالسياحة إن لم يكن أهم فكيف أستطيع أن أظهر الشكل الحضاري للبلد وأنا لا أستطيع ان أصور في شوارعها أو مؤسساتها لارتفاع التكلفة في الوقت الذي أجد فيه دولا أخري تفتح الباب علي مصراعيه لي ولغيري للتصوير في أماكنهم السياحية والأثرية بأقل من التكلفة التي أتكبدها في بلدي والمشكله هنا تأتي في أن من يستمع إلي مشاكل الدراما كصناعه يسمعها من غير المتخصصين أو من هم بعيدون عن المجال فلابد أن يستمع لها من الأشخاص الموجودين علي الساحة فهم أكثر من يضع يده علي الجرح ويستطيع أن يشخص المرض لذلك أطالب الدولة بأن تستمع لنا لتتعرف علي المشاكل الحقيقية التي نعاني منها.