ابتداء لست صاحب فضل في هذا العنوان وانما هو تعبير قاله رجل دين مسلم هو الشيخ احمد صدقي ان لم يخني السمع. قاله في برنامج صباح دريم مع الاعلامية دينا عبدالرحمن. هناك علة اصابت هذا الجسد وبدلا من التشخيص السليم لها والعمل علي علاجها تم اللجوء الي مسكنات وقتية ادت الي مقاومة الفيروس للمسكنات والي ضعف قوة الجسد علي المقاومة فكان ما كان في كنيسة القديسين في الاسكندرية مع بشائر مطلع العام الجديد. لم يعد هناك مجال للهزل. العلة ليست مجهولة والتشخيص السليم معروف وسبل العلاج ووسائله ممكنة ومتاحة. بالتالي يصبح التنصل من المسئولية غير مقبول. كلنا مسئول.. كلنا بلا استثناء والتفاوت في درجة المسئولية لا يعفي احدا من العقاب. ما حدث بدات بوادره امام انظارنا جميعا. وكلنا اما هونا من الامر او غضضنا الطرف عنه او حتي شجعنا عليه. اقول كلنا مسلمين ومسيحيين ايدينا ملطخة بدماء من سقطوا شهداء في كنيسة القديسين ولا يملك احد منا ان يدعي نظافة يديه من عدم المشاركة في الجريمة . بداية البدايات كانت في اعقاب نكسة 1967 عندما تساءلنا جميعا كيف حدث ما حدث ولماذا حدث رغم اننا جميعا كنا نردد بنوع اشبه باليقين »عبد الناصر يا حبيب بكره حندخل تل ابيب« فوصلت اسرائيل الي الضفة الشرقية لقناة السويس. امام هول ماحدث والعجز عن تفسيره وبدلا من محاولة مناقشة الاسباب المؤدية الي النتائج لان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم لجأنا الي السماء بحثا عن عزاء وهروبا من تحمل مسئولياتنا. كان ثمة شيء بدا يختمر في المجتمع تجلي في صلاة البعض شكرا لله علي هزيمة مصر باعتبار ان الدولة كافرة. بدلا من ان يكون البحث عن العزاء مرحلة مؤقتة نتحول بعدها الي العمل حدث امران.. التشجيع علي هذا الشكل من التدين الكاذب كنوع من المخدر ثم تسييس الدين وتديين السياسة. ما حدث في الخانكة لم يكن فتنة طائفية ولا صراعا بين المسلمين والمسيحيين وقد قمت بتغطية الحدث وقتها. كان الامر صراعا في اطار انتخابات الاتحاد الاشتراكي بين مسئول محلي مسلم وصاحب صيدلية منافس مسيحي. تم حرق غرفة كانت تتخذ مكانا للصلاة في منزل بمنطقة عشوائية في المدينة وكان ما كان من مسيرة الكهنة. لكنه كان امرا كاشفا لامور يتعين علاجها من وقتها اولها التفرقة في حرية اقامة دور العبادة مما يضطر معه المسيحيون الي مخالفة القانون وخلق امر واقع. تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة الدكتور جمال العطيفي وقتها وضع اليد علي مكمن الداء سواء أكان الامر متعلقا ببناء دور العبادة او ببعض ما تتضمنه المناهج الدراسية او ببعض ما يصدر عن بعض رجال الدين من الجانبين واقترح التقرير سبل العلاج. ولان شيئا لم يحدث فقد كررت المذبحة .. حدث ما حدث في الزاوية الحمراء وما بعدها وصولا الي مذبحة كنيسة القديسين.. ما كان مجديا الاكتفاء بالقول ان الفتنة نائمة ولعن الله من ايقظها .. فالفتنة لم تكن نائمة طوال الاربعين عاما الماضية .. وموقظوها غير المجهولين لم يكن احد يلعنهم بل كانوا محل اشادة واعجاب ونجحوا في استقطاب الاتباع علي الجانبين واصبحوا مرهوبي الجانب. نحن قمنا بتربية الوحش داخل منزلنا الواحد متصورين القدرة علي استئناسه ومتوهمين انه ان هاجم فلن يعقرنا. نسينا ان انا هو وهو انا وكلانا جسد واحد وان الوحش سوف يلتهم هذا الجسد الذي هو كلانا.