في إطار مساعيه لاخلاء العالم من الأسلحة النووية،يوقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم معاهدة تاريخية تلزم البلدين بخفض جديد لترسانتيهما النوويتين. يأتي ذلك بعد يومين من كشف واشنطن رسميا عن استراتيجية جديدة تحد من الاستخدام الامريكي للاسلحة النووية وتتخلي عن تطوير اسلحة ذرية جديدة وتنطوي أيضا علي مزيد من الخفض في ترسانتها النووية. ووصل أوباما أمس الي العاصمة التشيكية براج حيث يوقع المعاهدة مع نظيره الروسي ويتم توقيع اتفاق "ستارت الجديد"في قلعة في براج ترجع الي العصور الوسطي .وقبل التوقيع مباشرة يجري أوباما محادثات خاصة مع ميدفيديف وبعد ذلك يلتقي علي مأدبة عشاء مع 11 رئيس دولة من شرق ووسط أوروبا. وتوصلت روسياوالولاياتالمتحدة وهما أكبر قوتين نوويتين في العالم الي اتفاق خفض الاسلحة النووية الشهر الماضي بعد مفاوضات دامت نحو عام. وستحل المعاهدة الجديدة محل معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية لعام 1991 (ستارت 1) وستقلص الرؤوس النووية المنشورة والجاهزة للعمل الي 1550 رأسا وهو خفض يصل الي نحو ثلثي ما نصت عليه المعاهدة السابقة.ويحتاج أوباما للتصديق علي المعاهدة الجديدة الي تأييد ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي. وتستضيف واشنطن الاسبوع القادم قمة نووية تشارك فيها 47دولة.وأعلن البيت الابيض ان الرئيس أوباما سيجري سلسلة محادثات مع عدد من قادة العالم خلال القمة،وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض إن أوباما سيلتقي الرئيس الصيني هوجينتاو والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والعاهل الاردني الملك عبد الله. وقال سكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون انه سيحث الدول النووية خلال اجتماع يعقد في واشنطن الاسبوع المقبل علي الغاء كل اسلحتها النووية. ومن ناحية أخري،أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن التهديد الارهابي النووي من قبل الشبكات المتطرفة في الواقع حقيقي،مشيرة إلي أن هناك العديد من الشبكات الارهابية تسعي للحصول علي اسلحة نووية. كما تعهدت بالمضي قدما في نشر الدرع الصاروخية الأمريكية مؤكدة عدم وجود علاقة بين هذه الخطط والمعاهدة النووية الجديدة لنزع الاسلحة النووية مع روسيا. ومن جهة أخري،قالت الولاياتالمتحدة في وثيقة بشأن السياسة النووية كشف عنها مؤخرا ان افتقاد البرامج النووية الصينية للشفافية يثير تساؤلات عن النوايا الاستراتيجية المستقبلية لبكين. ومن ناحية اخري قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ان الاستيراتيجية النووية الأمريكيةالجديدة هي خطوة شجاعة باتجاه نزع الأسلحة. ورحب وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بالاستيراتيجية الأمريكية معتبرا أياها "إشارة مناسبة في الوقت المناسب".كما رحبت اليابان بالاستراتيجية الأمريكيةالجديدة وقال رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما "إن الردع مهم إلا أن خفض الأسلحة النووية شيء يستحق التقدير".