اليوم .. موعد جديد مع «الليالي» المصرية في الدوحة

منتخب اليد يبحث عن «الجائزة الكبري» في موقعة السويد هنداوي والجمهور يحطمان الترسانة التشيكية .. ومروان : «اللعيبة رجالة»

يبحث منتخبنا الليلة عن «الجائزة الكبري» أمام المنتخب السويدي في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثالثة ببطولة كأس العالم المقامة بالعاصمة القطرية الدوحة..في السادسة مساء بتوقيت القاهرة السابعة بتوقيت الدوحة وعلي صالة علي بن حمد العطية يبدأ الفراعنة البحث عن مفاجأة مع خصم خطيراكتسح كل منافسيه وقدم أوراق إعتماده كمرشح بارز علي اللقب..وتستمد أحلام الفراعنة مصداقيتها من تطور الأداء من مباراة لأخري وإرتفاع معدلات الإيجابيات وتراجع السلبيات وتصحيح العديد من الأخطاء وأبرزها تجنب الطرد دقيقتين الذي كان أحد أسباب الهزيمة من فرنسا..علاوة علي «اللاعب الثامن» الذي يقف في ظهر المنتخب محتشدا في المدرجات كالشلال الهادر المرعب لكل الفرق حتي أصبح سلاحا مصريا «حصريا» لايملكه الآخرون وحديثا لاينقطع في أوساط البطولة..
السلاح المصري في المدرجات أمام منتخب التشيك فعل في اللاعبين فعل السحر..بل أثار العديد من التساؤلات عندما فوجئ الجميع بالمدرجات شبه خالية إلا من القليل..ولم يعرف أحد الأسباب إلا في منتصف الشوط الأول بزيادة الأعداد تدريجيا..ومع بداية الشوط الثاني كانت المدرجات كاملة العدد وملتهبة «ترج» أركان الصالة..واتضح أن الإجراءات الأمنية للجنة المنظمة زادت وخضع الجمهور للتفتيش الدقيق حرصا علي تجنب ماحدث في مباراة سابقة من رفع لافتات ذات صبغة دينية سياسية وعدم الدخول من البوابات المخصصة بسبب كثافة الأعداد..
لم يترك الصخب الجماهيري للاعبي مصر فرصة لالتقاط الأنفاس أو الإسترخاء..كان الحماس ينتقل من المدرجات إلي الملعب فيستميت اللاعبون في الدفاع ويركزون في الهجوم..واستحقوا الثناء من المنافسين قبل لاعبينا وجهازهم الفني وإدارة البعثة..حتي أن كريم هنداوي الحارس شديد التميز قال صراحة في المؤتمر الصحفي أن هدفه هو وزملائه أولا وقبل أي شئ هو إسعاد الجماهير وعدم رحيلها من الصالة وهي حزينة...وأيضا أرجع مروان رجب المدير الفني الفوز المثير علي التشيك لسببين الأول هو رجولة اللاعبين والثاني هو روعة الجمهور..
هل هي «للنسيان» ؟
وربما يستقر في وجدان البعض في معسكر المنتخب أن مباراة اليوم هي «للنسيان»..أي لايجب أن يتضخم الطموح زيادة عن اللزوم وأن الأهم هو الفوز بعد ذلك علي أيسلندا للوقوف بثبات في الدور الثاني بعد أن وضع الفريق قدما فيه بعد الفوز علي التشيك وإن كانت الحسابات العملية تضمن للفراعنة تأهلا بالقدمين لأن الجزائر لقيت الهزيمة الثالثة من السويد ولم يتبق للتشيك سوي مباراتين لو فاز فيهما يتساوي معنا حتي لو خسرنا لاقدر الله المباراتين المتبقيتين والإحتكام وقتها للقاء المباشر مع التشيك..وربما يكون الحسم اليوم عندما يلتقي في نفس المجموعة أيضا أيسلندا مع التشيك والجزائر مع فرنسا..
الحلم بمفاجأة
ومع المباراة الرابعة تأقلم اللاعبون علي أجواء المنافسة وخلت القائمة من الإصابات بشفاء محمد إبراهيم ومشاركته أمام التشيك..ودفع المدرب بالنجم أحمد الأحمر من البداية لأول مرة وإن عاني من الرقابة اللصيقة فصعب عليه الاختراق أكثر من المباراتين السابقتين..وارتفع مستوي علي زين ومحمد بسيوني القوة الهجومية الضاربة وفرض كريم هنداوي نفسه كأبرز حارس في البطولة..ولدي الجهاز الفني بدلاء متميزون يخففون علي زملائهم العبء البدني..والاهم أنهم جميعا يشعرون بالإطمئنان وكأنهم يلعبون في مصر..وتلقي خالد حمودة رئيس الإتحاد إتصالات هاتفية من القاهرة للتهنئة خاصة من خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة..وتلقي الفريق ثناء خاصا من حسن مصطفي رئيس الإتحاد الدولي وقال أن الفريق «ثبت» أقدامه في البطولة وفي طريقه إلي إستعادة سمعة كرة اليد المصرية بمزيد من الإحتكاك وخوض البطولات الكبيرة..
أما منتخب السويد فهو كالمنتخب الفرنسي لايوقفهما خصم ويسجلان تفوقا واضحا عن الفرق الأخري..ورغم هذا التميز إلا أن قائمته «عادية» الأطوال ولاتضم سوي لاعبين إثنين فقط بلغا المترين هما جوناس كالمان وجيسبر نيلسين وإن إقترب من المترين عدد آخر مثل كيم أندرسون (199سنتيمترا)وفيكتور أوستلوند (198) وأندرياس نيلسون (197)ونيكلاس بارود (196)..
أولسن «خائف» منا
وعن المباراة قال مروان رجب : السويد بطل العالم ولو فزنا سنحتل المركز الثاني وإذا خسرنا سنحتل الثالث أو الرابع..وهي مباراة صعبة بالفعل كغيرها من المباريات لأنه لايوجد لقاء سهل في كرة اليد..شاهدنا السويد ونعرف الفريق جيدا وسنلعب للفوز حتي لو كان البعض يعتقد أن ذلك صعب..وفي المقابل يؤكد ستافان أولسن المدير الفني للسويد أن فريقه يواصل النجاح في المجموعة وهذا لايعني أن لقاء مصر مضمون..فنحن نراه فريقا منطلقا ويسانده جمهور غير عادي ولديه الطموح..ولكل ذلك نحن نستعد بجدية لكي ننجح في مواجهة خصم عنيد..
وكان لافتا للنظر العناق الحار بين مروان رجب وحارسه كريم هنداوي بعد إنتهاء المؤتمر الصحفي كما لو كانا لم يشبعا من الأحضان بعد المباراة في الملعب وفي غرفة الملابس..بينما حضر مدرب التشيك جان فيليب ولاعبه توماس مبكرين وانتظرا طويلا وتحدثا بإيجاز ثم إنصرفا فورا تاركين مروان وكريم يردان علي أسئلة الصحفيين...ووجه التهنئة للمنتخب المصري وقال : لعبنا أمام مصر أفضل مما لعبنا أمام السويد لكن لم نتمكن من الإستفادة من ذلك بترجمة الفرص الكثيرة والسهلة لأهداف..أهدرنا العديد منها فكانت الهزيمة..ثم هنأ اللاعب توماس منتخبنا أيضا وقال بإيجاز : خسرنا لسببين الأول أننا لم نستغل الفرص والثاني لأننا كنا سلبيين في الدفاع ولم نتمكن من منع الفريق المصري من التسجيل..
الفضل للاعبين والجمهور
وفي المؤتمر قال مروان رجب أن الفوز يعود إلي اللاعبين والجمهور.. اللاعبون كانوا «رجالة» نفذوا كل المطلوب منهم..والفريق يسير بخطوات ثابتة وحقق الفوز علي خصم قوي جدا في التصنيف الثالث في أوروبا ويتميز بالأطوال والقوة والسرعة..هو فريق متكامل لكننا نجحنا بالتخطيط والتركيز والجهد الكبير..وعما لو كان منتخبنا ضمن رسميا التأهل بحسبة مبكرة قال مروان أنه لايشغل نفسه بمسألة التأهل ويلعب مباراة بمباراة وكأنها بطولة بمفردها ونسير بمبدأ الخطوة خطوة كمجموعة متكاملة لاتعتمد علي النجم الواحد..الفريق كله نجوم..واليوم يجب علينا أن نبحث عن الأفضل ونقلل أكثر من الوقوع في أخطاء الطرد دقيقتين خاصة في مباراة اليوم..
أما كريم هنداوي فأكد أن مباراة التشيك كانت بالنسبة لنا هي الأهم..كان الحديث عنها متواصلا في المعسكر..تكلمنا عنها ساعات أطول من ساعات النوم كان كل همنا هذه المباراة لأنها خطوة أساسية في مشوارنا بالبطولة..وأشكر زملائي اللاعبين وأقول لهم أنتم رجالة وشرف كبير أن ألعب معكم وأنتم السبب في تألقي.
إثارة الليل والنهار
وقبل إثارة «الليل»..كانت الإثارة حاضرة نهارا بلقاء حسن مصطفي مع الصحفيين المصريين وإعلانه عن توجيه دعوة من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة الدوحة سواء في حفل الختام أو في أي وقت قريب..في إطار محاولات إستثمار البطولة في التقارب بين البلدين علي إعتبار أن «الوسيط» هو رئيس الإتحاد الدولي الذي كان وراء توجيه دعوة لرئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب..وقد إنتشر الخبر في أوساط البطولة خاصة علي الجانبين المصري والقطري وتردد كثيرا السؤال عما لو كانت الزيارة ستتم..
مباريات المجموعة الرابعة
ويلتقي اليوم في المجموعة الرابعة..بولندا مع السعودية وألمانيا مع الأرجنتين وروسيا مع الدنمارك.