تسلمي يا مصر لاقباطك قبل مسلميك.. تلك هي الرسالة التي تلقيتها علي هاتفي المحمول من شقيقتي هدي التي تعمل خارج الوطن فور اندلاع الحادث المؤلم الخسيس البشع الذي أطل به الإرهاب الاسود علي كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة احتفالنا جميعاً بعيد رأس السنة الميلادية.. الرسالة هزت قلبي وأدمعت عيني وانطقت لساني بالدعاء إلي الله أن يحمي مصرنا الحبيبة من شر فتنة تراد لها علي الدوام دون كلل أو ملل من تكرار المحاولات لزعزعة الامن والاستقرار والتفريق بين اشقاء الوطن الواحد ذلك الوطن الذي لا نعيش فيه ولكن يعيش فينا حسب المقولة الخالدة للبابا شنودة المصري العظيم الذي يرفض حتي الان الذهاب إلي القدس دون إخوانه المسلمين. إن نشر بذور الفتنة لإحداث فرقة وانقسام ثم تقسيم هو هدف أسمي لاعدائنا واعترافات الجنرال عاموس يادين رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية (آمان) المنتهية ولايته ابلغ دليل فقد قال خلال تسليمه خلفه مهامه من ضمن ما قاله عن مصر إنه نجح في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة ومتوترة دائماً ومنقسمة إلي أكثر من شطر تلك هي البيئة المناسبة التي يريدها العدو. ويبقي الرهان علي وعي وإدراك المصريين - الذي أحسبه بخير إن شاء الله - لافشال أي محاولة من تلك المحاولات وذلك بالتمسك بصحيح الدين بل الاديان كلها التي هي منبع واحد يدعو إلي الحب والتسامح والسلام ومكارم الأخلاق.. وقبل كل ذلك العدل والقسط بين الناس.. وأذكر من يتجاهل ذلك من المسلمين بقول الله تعالي »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين« صدق الله العظيم.. »سورة الممتحنة«.