لكن هل انتقم قتلة مجلس تحرير جريدة «شارلي إبدو» لنبيهم.. وهل نبيهم محمد عليه السلام كما يدعون؟.. بالتأكيد ليس نبيهم. ألم يتيقنوا قبل فعلتهم أنها جريمة إرهابية وتشهير بالإسلام والمسلمين.. تري من قال لهم اقتلوهم يخل لكم وجه العالم..؟! وجريمتهم وحدت العالم استنكارا للدم المراق علي الأوراق والرسومات الكاريكاتيرية.. وفرنسا انتفضت علي لسان رئيسها قائلة : لن نتراجع عن حرية التعبير فقد كافحت البشرية سنوات طوالاً من أجلها. ماذا لو كنا خاطبناهم بالتي هي أحسن كما علمنا ديننا..؟! ماذا كنا سنخسر لو ترفعنا عن رسومهم المسيئة وقلنا سلاما..؟! والعالم كله يعلم أن «شارلي إبدو» جريدة مغمورة يقرأها قلة من الفرنسيين دأبت سياستها علي معاداة كل الأفكار القبْلية والسخرية من الجميع بداية من الرجل العادي حتي رؤساء الدول الكبري والكنيسة والبابا وحتي الإنجيل.. فهي ليست معنية بتشويه الإسلام أو المسلمين فقط..ومن اللافت أنها دافعت كثيرا عن الجاليات العربية في فرنسا المهمشة عمدا حتي الجيل الثاني العاطل أغلبه عن العمل مما يسهل وقوعه في براثن التطرف.. اللغز الحقيقي أن القوانين الفرنسية أكثر تطورا وأقل عنصرية من بعض الفرنسيين..! ماذا لو أشهرنا سلاحهم في الكتابة والرسومات وخاطبنا عقولهم بأننا نتأذي مما يخطون؟! وفضحنا عنصرية دولهم الأوربية التي احتلت بلادنا سنوات طوالاً ساهمت في فقرنا وتخلفنا.. وحين رحلوا عنا قلدوا حكاما منا ديكتاتوريين ليكملوا مشوار استعمارهم وتخلفنا. ربما لو ابتعدوا عنا قليلا كنا قد فهمنا حرية تعبيرهم.. لكنهم بطرف خفي ساهموا في مساندة متطرفينا وسدوا منافذ ارتقائنا ولم يعد ينبت في أرضنا بمساعدتك غير القاعدة وداعش ومن لا يعرف سوي الدم البارد والعقل المتحجر، ومن لا يتدبرون سوءة جريمتهم النكراء علي الإسلام وملايين المسلمين الذين اتخذوا فرنسا والغرب ملاذا لهم ، ومن يتصورون أنهم ينصرون دينهم ونبيهم حين يصيحون «الله أكبر..الله أكبر.. قتلنا شارلي إبدو».