بالرغم من دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند لتنظيم مظاهرة عالمية في شوارع باريس حضرها زعماء وقادة معظم دول العالم وممثلون لهذه الدول تنديداً بالحادث الإرهابي الذي وقع علي صحيفة "شارلي ابدو" في الأسبوع الماضي وراح ضحيته 12 قتيلاً بينهم رئيس تحرير الصحيفة ستيفان تشاربو نيير.. فقد أعلنت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان نوبيرا أننا في فرنسا يمكن أن نرسم كل شيء حتي الأنبياء مشيرة إلي الحق في السخرية من كل الأديان بعد نشر رسم كاريكاتيري جديد لنبي الإسلام محمد في الصفحة الأولي للصحيفة. وأكدت الوزيرة خلال مراسم تشييع أحد الرسامين الذين قتلوا في الاعتداء علي الصحيفة الساخرة قبل أسبوع قائلة: يمكننا أن نرسم كل شيء حتي الأنبياء لأننا في فرنسا لدينا الحق بالسخرية من كل الأديان!! ونحن نقول للسيدة وزيرة العدل الفرنسية إن الحرية لها حدود يجب أن نقف عندها والعقائد السماوية الراسخة في قلوب وعقول الناس منذ آلاف السنين لا يمكن الاستهانة بها أو السخرية منها. فالإنسان حتي الذي لا يؤدي شعائر دينه كاملة ممكن أن يموت دفاعاً عن هذا الدين لو مسه أحد شياطين الإنس بسوء. الحرية يا سيدتي لها سقف يجب أن تقف عنده ولا تتخطاه.. وإلا لو قلنا لك اخلعي ملابسك كاملة وسيري في شارع الشانزليزيه أو أي شارع في فرنسا بحجة أن لك الحرية التي تتعلق بشخصك هل تقبلين ذلك ويقف الناس فرادي وزرافات ليتفرجوا عليك.. فهل ستكونين سعيدة؟! فإذا أجبت ب "نعم" فإننا عندئذ سنوافقك بأن حرية الرأي وحرية الشخص ليس لها حدود نقف عندها. انك بذلك تشجعين التطرف علي إراقة مزيد من دماء الناس دون مبرر لهذه الحجة الواهية.. ولو فرضنا وكنت أنت بين من نالهم المتطرفون بنيرانهم وغدرهم ورحت ضحية لهم.. ماذا سيقول الناس عندئذ: لاشك أنهم سيقولون إنك كنت السبب.. وعندئذ ينطبق عليك المثل العربي "جنت علي نفسها براقش"!! ثم لماذا يركز الغرب علي السخرية من نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام؟! لماذا لم يسخروا من موسي وعيسي وغيرهما من الأنبياء واتجهوا إلي محمد قصداً؟! ألا يعتبر ذلك نوعاً من العنصرية ضد هذا الدين واتباعه؟! وألا يشجع ذلك المتطرفين علي أن يوجهوا ضرباتهم لمن أساءوا إليه.. ثم تعودون وتصبون جام غضبكم علي التطرف والإرهاب؟! موقفك علي النقيض يا سيدتي من موقف أحد مؤسسي صحيفة "شارلي إبدو" ويدعي هنري روسيل الذي اتهم رئيس تحريرها الذي لقي حتفه في الهجوم بأنه جر فريق العمل بالمجلة إلي موتهم من خلال نشر رسوم كاريكاتورية استفزازية بصورة متزايدة. وقالت صحيفة التليجراف البريطانية إن روسيل البالغ من العمر 80 عاماً والذي ساهم في نشر العدد الأول من الصحيفة عام 1970 كتب إلي رئيس تحريرها تشاربو نيير: أحملك حقاً المسئولية!! وقال: كنت أعلم أن الأمر لن ينتهي هكذا.. ووصف رئيس التحرير بأنه أحمق وعنيد!! لكن يبدو أن محامي الصحيفة لم يعجبه رأي هنري روسيل فأرسل المحامي واسمه ريتشارد مالكا رداً غاضباً عليه نشرته صحف لونوفيل واوبسر فاتور ولوموند الفرنسية. طالما كانت هذه العقول التي تمثلها وزيرة العدل الفرنسية مسيطرة علي إعلام الغرب فانتظروا المزيد من التطرف ونزف الدماء.