جمال حسي خلال اليومين الماضيين عادت بي عجلة الزمن إلي الوراء 32 سنة عندما بدأت خطواتي الأولي في مجال الإعلام بالاتحاق طالبا بقسم صحافة سوهاج أقدم قسم صحافة عام 1982 وهو القسم الذي تخرج منه حوالي 4 آلاف عمل منهم في بلاط صاحبة الجلالة 1800 صحفي مقيدين في سجلات نقابة الصحفيين والبقية تأتي ..خلال اليومين الماضيين عدنا إلي ذكريات الزمن الجميل وتجمعنا نحن خريجي قسم الصحافة بسوهاج لأول مرة بعد أن باعدت بيننا مشاغل الحياة وطاحونة العمل التي لا ترحم.. احتضن قسم الصحافة بسوهاج أبناءه الخريجين من مختلف الأجيال لينصهروا مع زهور تتفتح من طلاب قسم الصحافة الباحثين عن خيوط أمل وشعاعات من نور حتي لا تتخبطهم أمواج هائمة في بحر بلا شطين في وجود أساتذة محترمين يحرصون علي مد جسور الصلة مع أبنائهم الخريجين.. الدعوة الكريمة جاءت من الأستاذ الدكتور نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج ذلك الشاب الذي يمتليء نشاطا وحيوية بتكريم خريجي صحافة سوهاج الذين تقلدوا مناصب رفيعة في بلاط صاحبة الجلالة في كافة وسائل الإعلام.. وتقديرا منا لدعوة رئيس الجامعة التي تبنت فكرتها الأستاذة الدكتورة سحر وهبي رئيس قسم الصحافة القريبة إلي قلوب الصحفيين حيث تتمتع مع زوجها الراحل العظيم أستاذنا الدكتور منير حجاب أول رئيس قسم لصحافة سوهاج الذي تتلمذنا علي يديه رصيد كبير من الحب والتقدير.. ورغم أعباء العمل حرص أكثر من 40 من الزملاء بينهم رؤساء تحرير ومديرو تحرير وقيادات في التليفزيون والإذاعة والمواقع علي تلبية النداء والتقينا كما لم نلتق من قبل واجتر كل منا مع الآخرين ذكريات ومن الدراسة الجميل ودار بيننا عتاب الأحباب علي تقصير كل منا في حق الآخر بعدم الالتقاء الا في المناسبات واتفقنا علي ألا تأخذنا الدنيا بعيدا دون التواصل..وتحولت الرحلة بالأتوبيس جنوبا إلي واحة للذكريات.. في الصباح كنا في مقر جامعة سوهاج الجديدة ذلك الصرح العلمي العملاق الذي يستحق كل من قاموا عليه الثناء وفي مقدمتهم رئيس الجامعة لأنه انطلق بالجامعة من الرقعة الضيقة شرق النيل إلي منطقة الكوامل قرب المطار الجديد حيث تقام الجامعة علي مساحة 250 فدانا علي أحدث النظم العالمية..ويتبقي أن يكون باقي المسئولين علي قدر الحدث لأنه علي رأي المثل « أفسدوا الطبخة بسبب حبة ملح «..ضاعت فرحة الجامعة الجديدة بسبب تخاذل الشركة المنفذة للطريق الجديد المؤدي إليها وإلي المطار وتأخرها في الانتهاء منه لمدة 3 سنوات مما تسبب في كارثة شهيدات العلم عندما لقيت 11 طالبة بالجامعة سقط بهن الميكروباص في الترعة في طريق من العار أن يكون الطريق الوحيد الذي يؤدي من وإلي سوهاج حيث يبلغ عرضه 5 أمتار فقط.