عبدالقادر شهيب خان التوفيق كاتبنا الكبير وحيد حامد الذي قدم لنا الكثير من الابداع حينما قال «إذا كانت التركة ثقيلة علي السيسي فليتركها».. لا أقول ذلك لانني لا أري التركة التي تسلمها السيسي ثقيلة، أو لانني اعتبر أن الرئيس السيسي لديه صيانة ضد النقد لدوره التاريخي العظيم وهو قيادة الجيش في 30 يونيو، وللعدد الضخم من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات، أو حتي للشعبية الساحقة التي مازال يخطي بها رغم بعض التملل هنا لبطء حكومي وبعض الضيق هناك من شخصيات حكومية محددة، وأيضا بعض الرفض هنا وهناك لبيروقراطية فاسدة. ولكنني أري أن التوفيق خان كاتبنا الكبير لانه نسي ربما بسبب ضيقه من مشاكل ضاغطة وسلبيات صارخة في الأداء الحكومي اننا نعيش في حالة حرب مع الإرهاب لم تحسم نتيجتها بعد، رغم أن قواتنا المسلحة ومعها الشرطة وجهت ضربات مؤلمة لمجموعات إرهابية عديدة.. فمازال الإرهاب لديه القدرة علي ايذائنا لانه مازال يملك العناصر البشرية المستعدة للقيام بعمليات إرهابية، وما برح التمويل متاحا للإرهابيين لم ينقطع، فضلا عن التطرف الديني الذي أفرخ لنا هذا الإرهاب وهؤلاء الإرهابيون لا يجدون من يتصدي لهم بقوة وحزم. لذلك كل مازالت الحرب ضد الإرهاب دائرة لم تنته بعد.. ومطالبة من يقود هذه الحرب الآن يترك موقعه خطأ استراتيجي جسيم من شأنه أن يطيل عمر الإرهاب ويمنح فرصة للإرهابيين لالتقاط الانفاس.. ولعلنا نتذكر كيف أن جماهير الشعب بفطنتها هي التي خرجت بعد هزيمة يونيو 1967 لتطالب جمال عبدالناصر بالتراجع عن استقالته والبقاء في موقعه رئيسا وقائدا أعلي للقوات المسلحة للاستعداد لحرب استرداد الأرض التي ضاعت والكرامة التي أهدرت. وهذا ما فعلته الجماهير المصرية عقب الثالث من يوليو 2013 فهي بفطنتها ادركت انه من وضع رأسه علي كفنه في الثلاثين من يونيو هو الأجدر علي قيادة الوطن في ظل حرب تخوضها مصر للحفاظ علي كيان دولتها الوطنية واستقلالها الوطن، نواجه فيها ارهابا ترعاه جماعة الإخوان المتحالفة مع جماعات إرهابية أخري، وتلقي فيه دعما اقليميا ودوليا.. واعتقد انه لا يغيب عن فطنة كاتبنا الكبير وحيد حامد ان الهدف الأول لتلك الجماعة هو التخلص من السيسي ولو قتلا، وعندما يأتي هو ليطالبه بترك موقعه فهو بذلك يحقق للإخوان هدفهم، رغم أن كاتبنا قدم لنا ابداعا عن شرورهم. ولذلك اتمني ان يراجع كاتبنا الكبير نفسه حتي لا يقوده عقبة مما نشاركه فيه إلي ما يتعارض مع ما يريده هو شخصيا، خاصة أن الوطن مثل الفرد العادي يختار دائما في كل وقت بين أفضل البدائل، وبديل السيسي الآن شديد السوء، فضلا عن التركة الثقيلة تحتاج وقتا لتصفيتها وأوباما احتاج لست سنوات للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.