بسبب الأحداث والاشتباكات الدموية كل أسبوع، بين الأهالى وأنصار جماعة الإخوان، أطلق أبناء دمياط على قرية «الخياط» لقب «كرداسة»، بعدما أصبح الدم هو المتصدر الرئيسى للمشهد فى القرية التى تعد أحد أهم معاقل الجماعة الإرهابية. «الوطن» دخلت القرية لترصد الأزمة، التى دعت قوات الجيش والشرطة إلى دخول القرية للمرة الثالثة. وقال السيد على شهيب، فلاح، 52 عاماً، أحد مؤيدى السيسى، احترقت ممتلكاته وممتلكات أبنائه على أيدى «الإرهابية»: «كيف تفرج جهات الأمن عن مفتى الإرهابية بالخياطة الشيخ (ن. أ. ع)، رغم علم أجهزة الأمن بأنه من أحرق مركز دمياط فى ثورة 25 يناير؟!»، متهماً عناصر الإخوان ببدء إطلاق النار الأسبوع الماضى، تجاه منزله بمنطقة القبلية، نافياً الاتهامات الموجهة له بقتل الشاب «عبده فرحات»، مؤكداً أن الإخوان قتلوه لإلصاق التهمة به. وروى شهيب تفاصيل ما حدث قائلاً: «حينما أُخلى سبيل القيادى الإخوانى نعيم أبوعيد، الاثنين الماضى، خرج أعضاء الجماعة للاحتفال وأطلقوا الأعيرة النارية على مؤيدى السيسى، ثم عاودوا الاحتفال، وطالبناهم مراراً وتكراراً بالتوقف لوفاة أحد أبناء القرية، إلا أنهم لم يستجيبوا وأصروا على التظاهر، ووجهوا لى السباب، وكان بينهم أبناء قيادات الإخوان، ما أدى لمشكلة»، نافياً ادعاءات الجماعة حول إطلاق أعيرة نارية من قبَل مؤيدى السيسى عليهم. واتهم شهيب الأمن بالتباطؤ فى إنقاذهم ونزول القرية بعدما شبت معركة بين كافة الأطراف، متسائلاً: من سيعوضنى عن خسائر تجاوزت ال800 ألف جنيه لى أنا وأبنائى؟!. من جانبه، قال محمد حامد، نجار وأحد أبناء القرية: «الإرهابيون لم يتركوا لنا فرصة، وأضرموا النيران فى مزرعة المواشى الخاصة بنا، وأعلنوا الحرب، حتى سائق المطافئ خطفوه»، مطالباً مديرية أمن دمياط بالقبض على عناصر الإخوان المسلحين وعدم إطلاق سراحهم. وتساءل أحمد المنياوى: «هما الإخوان يا يحكمونا يا يقتلونا؟! اللى بيحصل ده ظلم، كل يوم ينظموا احتفالات بالأسلحة النارية»، مطالباً بتجميع الأسلحة من البلد، فيما قال أسامة عبدالغنى: «لو الحكومة مش قادرة تحمينا من الإخوان تقول واحنا هنحمى نفسنا، احنا داخلين على حرب أهلية ومفيش حد حاسس بينا». أما نادية رمضان فقالت: «هو عشان احنا مؤيدين للسيسى يتعمل فينا كده، تتحرق ممتلكاتنا، ونتهدد بالقتل والحكومة فى الآخر تخلى سبيل شيوخ الفتنة؟!». من جانبه، طالب فادى أبوسمرة، أحد شباب القرية، قوات الأمن بتمشيط الشوارع، وجمع الأسلحة من الجميع، والقبض على المتهمين بقتل الشاب عبده فرحات، الذى لقى مصرعه أمام ورشته الأسبوع الماضى، والتحقيق مع المقبوض عليهم بشفافية، وإخلاء سبيل كل من يثبت عدم تورطه. وطالب محمد عيد، نجار وأحد أبناء القرية، بوقف التظاهر فوراً من قبَل الإخوان ومؤيدى السيسى، حتى تهدأ الأوضاع، محملاً جماعة الإخوان ومؤيدى السيسى المسئولية عن أحداث الأسبوع الماضى، كما طالب أجهزة الأمن بالتدخل فقط عند الضرورة، حتى لا تتفاقم الأزمة، خاصة أن «الخياطة» جميعها عائلة واحدة يربطها النسب والقرابة، حتى وإن اختلفت التوجهات السياسية، مطالباً بضرورة تحكيم العقل والبعد عن الأهواء الشخصية، ونزع الأسلحة النارية من كافة الأطراف بالقرية، محذراً من تفاقم الأزمة بسبب الفتنة التى ضربت معقل إخوان دمياط. وفى سياق متصل، أكد الرائد حسين القندقلى، رئيس مباحث مركز دمياط، ل«الوطن» أن هناك حملات أمنية مكثفة بصفة مستمرة لكافة البؤر الإرهابية والإجرامية بدائرة المركز، مشيراً لتمكنهم من جمع 100 قطعة سلاح متنوع بين الآلى والخرطوش والطبنجات، بداية من أول عام 2014، نافياً ما تردد عن دخول عناصر من «أنصار بيت المقدس» خلال الفترة الماضية لدمياط. وأضاف: «تمكنا من ضبط نحو 150 إرهابياً عقب ثورة 30 يونيو، من أصل 300 صادر بشأنهم قرارات ضبط وإحضار». واعتبر القندقلى أن خطورة «الخياطة» تكمن فى تجمع أكبر قيادات الجماعة الإرهابية بها، علاوة على الطبيعة الجغرافية للقرية التى تعوق فى بعض الأحيان قوات الأمن عن مداهمتها لضبط العناصر الإرهابية والإجرامية بسبب الأزقة. يُذكر أن الجيش الثانى الميدانى اقتحم، بمشاركة قوات مديرية أمن دمياط، قرية الخياطة، معقل الإرهابية للمرة الثالثة خلال أسبوع، يوم الجمعة الماضى، وفرض طوقاً أمنياً وتمركز بمنطقة زاوية رابعة، تحسباً لأى أعمال عنف مرتقَبة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية. ويأتى هذا على خلفية ما شهدته القرية من اشتباكات دامية استمرت يومين متتاليين، بين الأهالى والأمن من جهة، وعناصر الجماعة من جهة أخرى.