ما أسهل أن يموت المرء رخيصا وبدون سبب منطقي..ومع إيماني بالقضاء والقدر وأن كل انسان مصيره مكتوب علي جبينه..لكن أن يموت تلاميذ المدارس بطرق بشعة داخل مدارسهم نتيجة للاهمال وكأنما أرسلهم اهلهم ليلقوا حتفهم لا ليتلقوا العلم ! ففي أسابيع قليلة مات طفل سقط عليه لوح زجاجي اهمل العمال في تركيبه فذبحه ورفضت عدة مستشفيات استقباله لأن أهله فقراء لا يملكون آلاف الجنيهات فمات الطفل بعد ان نزف دماءه البريئة الطاهرة. بعدها بأيام سقطت بوابة المدرسة الحديدية فوق طفل وقتلته لأنها غير مثبتة جيدا وقيل وقتها إن الطفل اخطأ فتسلق البوابة، ثم دهست عربة التغذية المدرسية تلميذا داخل فناء المدرسة فأحيل كل من مدير المدرسة ومسئول التغذية وسائق العربة الي القضاء وحكم عليهم بالسجن لثلاث سنوات ،بالاضافة الي حادث كسر زجاج شباك بأحد الفصول وسقوط شظايا الزجاج في عين تلميذة ففقدت البصر لان عدة مستشفيات رفضت استقبالها لفقرها! هذه الحوادث الناتجة عن الاهمال الشديد الذي يعانيه تلاميذ المدارس وعدم توفر الحد الأدني من الاشراف ومن الأمان الذي يجعل الاهالي مطمئنين علي ابنائهم في المدارس ويأتي أخيرا حادث أتوبيس المدرسة المتهالك بالبحيرة الذي اصطدم بمقطورة فأسقط عشرات القتلي والجرحي من شباب في عمر الزهور ماتت احلامهم معهم وماتت أحلام أسرهم وماتت أيضا أحلام مصر بشبابها الذين تعتمد عليهم لبناء مستقبلها. والغريب أن وزير التربية والتعليم يتنصل من المسئولية ويلقيها علي مديري المدارس فقط رغم أنه المسئول الأول سياسيا وأدبيا ولابد أن يشكل لجنة لمراجعة مرافق المدارس والتشديد علي حماية التلاميذ داخل المدارس فأرواحهم ليست رخيصة لأنهم فلذات أكبادنا جميعا ! وتأتي سلسلة حوادث المرور لتجعل مصر في المرتبة الأولي عالميا في حوادث الطرق وتخلف سنويا آلاف القتلي والجرحي والمعاقين ونزيف الخسائر البشرية والمادية نتيجة فوضي المرور والسائق ليس المسئول الوحيد - رغم ان نسبة كبيرة من سائقي النقل والمقطورات يتعاطون المخدرات وهو ما أثبتته التحاليل- ولكن رجال المرور لا يتواجدون بشكل مكثف إلا في المناطق الهامة فقط ولا أحد يلتزم بقواعد المرور ولا يحترم الاشارات الضوئية ولا يوجد اماكن آمنة لعبور المشاة فالقيادة عندنا ليست فنا وذوقا بل بلطجة وطيشا والحل ليس في تغليظ العقوبة فقط ولكن في فرض النظام علي الشارع !