المشهد يتكرر .. يتغير المكان .. تختلف الطريقة.. ولكن النتيجة دائما تبقى واحدة .. ومع استمرار مسلسل الإهمال داخل المدارس.. تبرز أهمية التساؤل عن كيفية ايقافه او الحد منه قبل ان يحصد المزيد من أرواح أحبائنا الصغار داخل مدارسهم التى هي في الاساس بيت الطالب الثاني .. والأمان الكامل من جانب اولياء الأمور. فمع بداية العام الدراسي .. أصيب 3 تلاميذ داخل مدرسة التحرير الإبتدائية المشتركة بمنطقة بولاق الدكرور بجروح بأماكن مختلفة إثر سقوط مروحة سقف عليهم فى بداية اليوم الدراسى هي واقعة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة.. فاليوم الثلاثاء .. لقى الطفل "أدهم محمد أحمد" بمدرسة أمين النشارتى بإدارة أطفيح التعليمية بمحافظة الجيزة، مصرعه واصيب التلميذ "إبراهيم وليد" بنفس المدرسة بإصابات خطيرة عندما دهستهما سيارة أغذية كانت داخل المدرسة، وتم نقل الطفل المصاب إلى مستشفى "أم المصريين" بالجيزة. وأمرت نيابة الصف برئاسة المستشار محمد أبو زينة، رئيس النيابة، وتحقيقات كريم زكريا، وكيل أول النيابة، بحبس سائق سيارة التغذية المدرسية المتسبب فى مصرع تلميذ بإحدى المدارس بأطفيح 4 أيام على ذمة التحقيقات فى التهمة المنسوبة إليه بالإهمال والقتل الخطأ، كما أمرت النيابة باستدعاء مدير المدرسة والمسئولين لسماع أقوالهم حول الحادث. وقرر وزير التعليم محمود أبوالنصر إحالة مدير المدرسة، ومشرف الأمن، ومدير الإدارة التعليمية إلى التحقيق ووقفهم عن العمل، فيما اجتمع باللواء عمرو الدسوقي، مدير أمن الوزارة ومحمد سعد رئيس قطاع التعليم العام، لمتابعة الوصول إلى حل لمسلسل الإهمال بالمدارس الحكومية. وشهد الأسبوع الجاري مقتل تلميذين أحدهما بمحافظة مرسي مطروح والثاني بمحافظة القاهرة بسبب الإهمال. – ففى القاهرة، لقى الطفل "يوسف عمرو محمد"، (9 سنوات) التلميذ بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة عمار بن ياسر بالمطرية حيث سقطت عليه نافذة الفصل عندما طلب منه أحد الموجودين بالفصل إغلاق النافذة، وبمجرد إغلاقها سقطت عليه، حيث كانت مهشمة من قبل مما ادى الى اصابته بجرح قطعى في شرايين الرقبة ادى الى وفاته. وقال هانى كمال المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم إنه سيتم فصل مدير مدرسة المطرية ومدرس الفصل ومشرف الدور ومسئول الصيانة المسئولين عن حادث مقتل طفل الزجاج. وأوضح أن هناك 50 ألف مدرسة، بينما وقعت الحوادث فى 4 مدارس فقط، مؤكدًا أنه سيتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. هذه الحادثة كشفت حجم الفساد داخل التعليم والصحة، وقال العم الأكبر للطالب المتوفي "يوسف عمرو محمد"، إن والد الطالب قام بعمل محضر ضد كل من محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، ومدير المدرسة والثلاثة مستشفيات الذين رفضوا استقبال حالة الطالب وهما "المطرية، الزيتون، عين شمس التخصصى"، متهمهم بالإهمال الشديد والتسبب فى موت ابن أخيه. وفي مطروح.. لقى الطفل يوسف سلطان زكي (7 سنوات) تلميذ ابتدائي مصرعه " ، والمقيم بقرية "الزعيرات النجيلة" بمحافظة مطروح، إثر سقوط بوابة المدرسة عليه.. أثناء حصة الألعاب، عندما توجهت مجموعة من التلاميذ نحو بوابة المدرسة وبسبب وجود تآكل في حديد بوابة المدرسة سقطت على أحد الأطفال. وأكد محمد سعد المشرف على قطاع التعليم العام فى تصريحات صحفية، أن الوزارة ستصرف مبلغ 30 ألف جنيه للطفل الذى لقى مصرعه الاحد بعد سقوط باب المدرسة عليه أثناء الفسحة، من صندوق التأمين على الطلبة. من جانبه، قرر وزير التربية والتعليم، الدكتور محمود أبوالنصر، إلغاء ندب صفى الدين موهوب، مدير الإدارة التعليمية بمطروح، لإهماله متابعة أعمال الصيانة بالمدارس، وندب محمد عبد الفتاح الشركسي مديرًا للمديرية، كما قرر الوزير والمحافظ إحالة مديرة مدرسة الزغيرات الابتدائية، ومدير المتابعة بالمديرية للتحقيق ووقفهما عن العمل، وإحالة مدير فرع الأبنية التعليمية بمطروح ومدير إدارة التخطيط بالمديرية للنيابة الإدارية، وذلك بعد وفاة أحد التلاميذ بعد سقوط باب المدرسة عليه. وأوضح الوزير أن مدير منطقة هيئة الأبنية التعليمية بمطروح، كان قدم شهادة معتمدة من مدير المديرية والإدارة التعليمية، بأنه لا يوجد ما يؤثر سلبًا على العملية التعليمية وأمن وسلامة الطلاب. وتحقق النيابة الإدارية بمطروح غرب الإسكندرية فى البلاغ المقدم ضد مديرة مدرسة الزغيرات الابتدائية بالنجيلة ومدير الإدارة المتابعة بالتربية والتعليم لاتهامهم بالإهمال الشديد الذى تسبب فى مصرع طفل بعد سقوط بوابة المدرسة عليه. كما أمرت النيابة بإيقافهم عن العمل لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وإيقاف نصف الأجر نظرًا للإهمال الشديد. أكد هاني كمال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أنه سيتم معاقبة المقصرين في الواقعة ، مؤكدا أن الوزارة لا تقبل تبريرات لأي تقصير يودي بحياة الطلاب. كانت نفس الحادثة تكررت في بداية الشهر الجاري، حينما سقطت بوابة مدرسة ابتدائي، بقرية "أم سعدون" بمحافظة الشرقية، وأصيبت تلميذتين بالصف الأول الابتدائي أثناء تدافع الطلاب للخروج عقب انتهاء اليوم الدراسي. وما بين الشجب والادانة من قبل المسئولين وبين بكاء ونحيب وقلق أولياء الامور ..يبقى الاهمال آفة التعليم بمصر منذ سنوات عديدة مضت بل و المتهم الاول في حوادث مروعة لا يدفع ثمنها الا الاطفال ، ولم يعد يقتصر الاهمال سواء في الإشراف على الطلبة أو تهالك مرافق المدارس والبنية التحتية لهاعلى المدارس الحكومية، بل امتد أيضًا للمدارس الخاصة التي على الرغم من غلاء المصاريف الدراسية بها إلا أن بعضها يعاني من الإهمال