القناة التركية التي تبث برامجها باللغة العربية نجحت في جذب الكثير من المشاهدين لما تقدمه من جرعات ثقافية مميزة بالإضافة لتسليط الضوء علي الجانب الإسلامي في تركيا الحديثة ،ومع عودة الروح الي الإسلام هناك تمنيت لو كان العالم الجليل بديع الزمان سعيد النورسي حيا الآن ليشهد ثمرة جهوده الطويلة للمحافظة علي إيمان الأتراك رغم ما تعرض له من سجن وتشريد وتنكيل بسبب دعوته الدائمة لله ،ومع صعود مصطفي كمال أتاتورك لسدة الحكم مرت بتركيا أيام سوداء حيث ألغيت الحروف العربية حتي يفصل بين الناس ومنابع شريعتهم وتحول الأذان باللغة التركية وأعلنت علمانية الدولة وتم حذف دروس الدين من المدارس وكلمات مثل الخالق والرب والله جل جلاله من الكتب الدراسية وتحولت المساجد الي مخازن للجلود أو الي متاحف أو إسطبلات!،ورغم كل هذا أستمر الشيخ سعيد النورسي في دعوته التي قضي بسببها 28 عاما في السجون ولكنه عكف علي تأليف العديد من المؤلفات للتصدي لموجة الشك والإلحاد التي ظهرت في أوساط مقلدي الغرب والمفتونين به،إلا أن أشهر مؤلفاته كانت »رسائل النور«، ويعيش في إبتلاءات مستمرة حتي رحيله في الخامس والعشرين من شهر رمضان »9731 هجريا 1960 ميلاديا«، ولتبدأ تركيا الآن عودة الي الدين بصورة رسمية ليصدح الأذان باللغة العربية وتقام الصلوات في المساجد وتحيا ليالي شهر رمضان بصلاة التراويح ويتم النقل المباشر لصلوات الجمع، عبر شاشة التركية. دعوة العالم الجليل بديع الزمان سعيد النورسي أتت أكُلها بعدنصف قرن وهذا هو المهم. وصدق الله سبحانه وتعالي القائل في سورة الرعد الآية 17 »فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ«.