وناشد الموقعون علي البيان الرئيس حسني مبارك «عدم قبول استقالة فاروق حسني وبتحقيق عاجل عادل» «ولايزال الجاني شمعة»، (وكالة أونا للأنباء في 5/9/2013 بمناسبة مرور 8 سنوات علي المحرقة) 5 سبتمبر 2005 ينتهي العرض المسرحي «من منا » المأخوذ عن قصة «حديقة الحيوان » وتنتهي معه حياة أكثر من 50 مبدعا، حيث تشتعل النار أثناء تأديتهم التحية للجمهور لتلتهم كل ما في القاعة توجه رجال الحماية المدنية إلي قصر ثقافة بني سويف، لكنهم لم يتمكنوا من إخماد الحريق إلا بعد ساعتين من اندلاعه،لتتفحم جثث عدد من المبدعين ويلقي عدد آخر حتفه، دهسا بعد أن ساد الذعر في صفوف المشاهدين. وذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن «جماعة 5 سبتمبر» التي تشكلت بعد الحادث أن عربات الحماية المدنية التي تبعد عن موقع الحريق مسافة 5 دقائق جاءت بعد مرور ما لا يقل عن 50 دقيقة، وبعد وصول العربات حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإطفاء الحريق، لكنهم لم يجدوا مياهًا يضخونها.وأشارت اللجنة إلي أن سبب الحادث يتمثل في سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلي ثلاثة انفجارات أدت إلي التهام قاعة المسرح بشكل كامل.وأشارت اللجنة إلي أن الراحل حسن عبده، قد قام بالاتصال بإدارة الدفاع المدني لتأمين المكان، لكن ماكان منها إلا أن أرسلت رجل إطفاء بأسطوانة محمولة وجلس في نهاية القاعة.تقدم وزير الثقافة حينها دكتور فاروق حسني باستقالته من المنصب الذي شغله منذ عام 1987 إلا أن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك قد رفض هذه الاستقالة. وقع أكثر من 200 من الكتاب والمثقفين والفنانين والأدباء علي بيان بشأن الحادث وتداعياته طالبوا فيه وزير الثفافة فاروق حسني بسحب استقالته, وناشد الموقعون علي البيان الرئيس حسني مبارك عدم قبول استقالة فاروق حسني وبتحقيق عاجل عادل » (« ولايزال الجاني شمعة»، وكالة أونا للأنباء في 5/9/2013 بمناسبة مرور 8 سنوات علي المحرقة)، ويمكنني أن أضيف (بصفتي ممن أضيروا بفقد أعز أصدقائي الناقد حازم شحاتة في المحرقة)، أن حارس بوابة المسرح ليلتها قد أغلقها علي من فيها، وذهب ليصلي العشاء! فلم يتمكن المحترقون داخل المسرح من الفرار. يمكنني أن أضيف أيضا أن من تحولوا إلي رماد كانوا خيرة المسرحيين في مصر، يجوبون القري والنجوع لاستخلاص المواهب من طينها، راضين بما يقيم الأود من مال، شرفاء هذا الوطن وثروته، الذين لم يعوضهم مسرح الدولة -الخائب بعد غيابهم -أبدا. بقي وزير الثقافة، حينها، في منصبه، بل إنه وجد من يدبج له البيانات و«يتحايل» عليه أن يبقي! وبقيت المحرقة في قلوبنا تتأجج نارها كلما توالت المحارق، من قطارات الصعيد حتي أتوبيسات مدارس الأطفال. ثماني عشرة جثة لأطفال طمست ملامحها تفحما، وفي مشهد يكرر مشهد الحارس، بحذافيره، يخبرنا المراسل التليفزيوني أن أهالي الأطفال هاجوا وماجوا، ثم تمت تهدئتهم !بعد أن رأوا عامل المشرحة يخرج منها حاملا علي التروللي أشلاء الضحايا بعد فحصها، هكذا، ببساطة !تحرق القلوب مرتين، ويمر الرجل- آمنا- دون عقاب! هل تغير المشهد؟! بعد صدور قرار: «التزام جميع المنشآت الطبية بتقديم خدمات الطوارئ لمدة 48 ساعة علي نفقة الدولة»، رأينا امرأة تلد علي قارعة الطريق، وسيدة مسنة تخاطب رئيس الوزراء –شخصيا- الذي استدعي وزير الصحة- شخصيا- أمام الكاميرات، تطلب منه «كيس دم» رفضوا إعطاءه لها في أحد المستشفيات لأنها لم تسدد ثمنه كاملا وتبقي عليها 64 جنيها هل لابد أن يتدخل رئيس الوزراء –شخصيا- لتفعيل القوانين؟! هل لابد أن نري الوزراء في الطرقات، وعلي الشاشات –شخصيا- ويوميا، يحدثوننا عن «تطبيق» القوانين الرادعة، لننام ؟! بينما يغلق الحراس الأبواب، ويتهادي العامل بأشلاء الضحايا أمام ذويهم؟ هل تغير المشهد؟ أم أن العرض سيظل مستمرا لمسرحية «من منا» ؟! المأخوذ عن قصة «حديقة الحيوان»؟!