نحن في حاجة لأن ننتقل من مرحلة عمل ما في الإمكان الي مرحلة عمل ما يجب ان يكون ولن يتحقق ذلك الا بقوة الإرادة قال الرسول صلي الله عليه وسلم «المؤمن القوي خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» وفي هذا الحديث رسائل كثيرة الي كل إنسان لا يرضي أن تنكسر إرادته أو تضعف همته وتبدأ هذه الرسائل بحب الله تعالي لنا إذا كنا أقوياء والدعوة الي عمل ما ينفع الناس والاستعانة بالله وعدم العجز وأنما التفاؤل، فالله سبحانه وتعالي موصوف بالمحبة وبمقتضي اسمائه وصفاته وما يوافقها فهو القوي ويحب المؤمن القوي.. وهو وتر يحب الوتر وجميل يحب الجمال وعليم يحب العلماء ومؤمن يحب المؤمنين ومحسن يحب المحسنين وصابر يحب الصابرين وشاكر يحب الشاكرين وأن محبته للمؤمنين تتفاضل فيحب بعضهم أكثر من بعض. وأن سعادة الإنسان في حرصه علي فعل وقول ما ينفعه في معاشه ومعاده والحرص يحتاج بذل الجهد فإذا صادف الحريص ما ينفع به كان حرصه محمودا وكماله في هذين الأمرين الحرص والنفع أما إن حرص علي ما لا ينفعه أو فعل ما ينفعه بغير حرص فإته من الكمال بحسب ما فاته من ذلك.. ثم قال ولا تعجز فإن العجز ينافي الحرص علي ما ينفع وينافي الاستعانة بالله فالحريص علي ما ينفعه المستعين بالله ضد العاجز وهذا إرشاد له قبل وقوع أزمة الأمور بيده ويكون مصدرها منه ومردها اليه.. ووصف المؤمن بالقوي في الحديث تعني قوه الايمان والعلم والطاعة وقوة الرأي والنفس والإرادة ويضاف اليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها علي العمل الصالح لآن قوه البدن وحدها غير محمودة إلا ان تستعمل فيما يحبه الله تعالي ويرضاه من الاعمال والطاعات ولا تكون سببا في المعاصي كالبطش بالناس أو قتلهم بغير ذنب وايقاع الضرر بهم أو ظلمهم.