حياة الفرعون الذهبى لغز حير العلماء انتقد علماء الآثار المصريون المزاعم الأخيرة التي نشرتها صحيفة الديلي ميل عن الملك توت عنخ آمون تدعي أنه كان يعاني من تشوهات جينية ناتجة عن زواج والده اخناتون من إحدي شقيقاته.. وادعي الفيلم ان هذه التشوهات أدت إلي نتوء في أسنانه، ووجود انحناءات في جسده مثل النساء، كما أنه كان يعاني من القدم المفلطحة.. في المقابل أكد المتخصصون المصريون أن ما ورد بالفيلم والتقرير لا يعتمد علي أي أدلة وأنه يعتبر حلقة من حلقات التشكيك في الحضارة المصرية.. وأبدي عالم المصريات الدكتور عبد الحليم نور الدين، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، اعتراضه علي ما نشرته الصحيفة، وأضاف : أنه لا يوجد دليل قاطع علي ماورد بالتقرير، كما لايوجد أي دليل في الحضارة المصرية يؤكد أن الملك «توت عنخ آمون» ابن غير شرعي جاء من زواج الملك»إخناتون» من أخته، والحقيقة أن «إخناتون» معروف عنه أنه تزوج من»نفرتيتي»، وهناك دلالات علي زواجه من امرأة أخري» زوجة ثانوية».. لكنها أيضًا من خارج الأسرة الملكية.. وحول الملامح التي تبدو عليها هيئة الملك الشاب أوضح الدكتور عبد الحليم نور الدين أن المجموعة الملكية بداية من»إخناتون»، اعتمدت علي مدرسة فنية تظهر الملك في صورة تَجمع بين المظاهر الأنثوية والذكورية معاً، وهي في الواقع غير حقيقية. وفيما يتعلق بما نشر عن أن وجود «130» عصا بمقبرة الملك» توت عنخ آمون»، يرجح أنه كان يُعاني من قدم «مفلطة»، أثرت علي طريقة سيره، وجعلته يستند علي»عُكاز»، فإن هذا الكلام غير صحيح بدوره، ومردود عليه لأن العصي في الحضارة المصرية القديمة، هي رموز دينية.. كما أن العصي التي دُفنت معه صغيرة الحجم، لاتصلح لأن تكون عكازاً.. وأكد د. عبد الحليم نور الدين أن كل هذه محاولات لتشويه صورة الملك»توت عنخ آمون»، و»إخناتون» ، وهي محاولة لتشويه بعض جوانب التاريخ المصري. أما د. أحمد صالح، مدير صندوق إنقاذ آثار النوبة، والمتخصص في عالم المومياوات والتحنيط فقال :ما كتبته صحيفة»الديلي ميل»، عن الفرعون الذهبي يوضح أنه يحتوي علي أخطاء مرفوضة.. فقد اعتمد في تحديد شكل الوجه علي القناع الذهبي الموجود بالمتحف المصري، رغم انه لا يمكن الاعتماد علي القناع في تحديد شكله، لأن القناع فن، وتصوير رمزي، كما أن القناة لم تقم بدراسة علمية مباشرة علي مومياء «توت عنخ آمون»، وأضاف أحمد صالح، أن ما ذُكر حول نسبه غير صحيح تاريخياً، لأن»إخناتون» لم يتزوج من شقيقاته، أما عن إصابة قدمه بالتواء أو كونها مفلطحة ومستوية، فإنها معلومة مطروحة، لكن هناك معلومة معروفة لدي الباحثين المصريين، وهي أن الملك كان يعاني من مشكلة صحية تعوق حركته، وقد تكون تلك العصي التي استخدمها الملك لمساعدته بسبب مشكلة في عموده الفقري مثلاً.. وربما يكون قد تعرض في حياته لحادث، أثر علي قدمه، وظلت المشكلة تلازمه في حياته.. وأضاف : ربما يكون الفيلم قد استند في هذه الجزئية علي دراسة الدكتور زاهي حواس ، التي قال فيها أن الملك كان راكباً لعربته الحربية ، وسقط منها، وحدث جرح وكسر مضاعف في الركبة، ومما أدي لتلوث الجرح، والوفاة بعد حوالي شهر.