في ظل ترقب دولي لنتيجة المحادثات بين الوفد الذي ارسلته المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) وبين لوران جباجبو الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج لحل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، أكد وزير الاتصال والمعلومات في سيراليون ابراهيم بن كارجبو أن نتيجة المحادثات ستكون ايجابية. ووصل وفد ايكواس المؤلف من جمهورية بنين (ياي بوني) وسيراليون (ارنست كوروما) والرأس الأخضر (بدرو بيريس) صباح أمس إلي ابيدجان لاجراء محادثات مع جباجبو والرئيس المعترف به المجتمع الدولي الحسن وتارا. ويسعي الوفد إلي اقناع جباجبو بالتنحي قبل لجوء المجموعة إلي تدابير اخري من بينها ما وصفته باللجوء إلي "القوة المشروعة". في السياق ذاته، قال أحد كبار مستشاري الحسن وتارا إن تهديد مجموعة ايكواس باللجوء إلي "القوة المشروعة" حال رفض جباجبو التنحي ليس خدعة، مشيرا إلي أن "الجنود قادمون بسرعة أكبر مما يعتقد". في غضون ذلك، تجمع عشرات الأشخاص خارج سفارة نيجيريا في ابيدجان أمس الأول حاملين لافتات كتب عليها "لا نريد تدخلا عسكريا"، وطالبوا بافساح المجال لشعب ساحل العاج لحل مشاكله بنفسه. ويتوقع أن يكون لنيجيريا دورا اساسيا في حال تدخل المجتمع الدولي عسكريا لحل الأزمة التي اعقبت الانتخابات في ساحل العاج واسفرت عن اعلان حكومتين موازيتين في البلاد وأعمال عنف واسعة النطاق. في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الافريقي في بيان تأييده للجهود الاقليمية الرامية لحل الأزمة السياسية في ساحل العاج ومن بينها ارسال وفد لمجموعة (ايكواس) إلي هذا البلد، وقال الاتحاد إنه طلب من رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينجا إدارة جهود الاتحاد لحل الازمة السياسية في ساحل العاج. وهي خطوة يري بعض المتابعين أنها انتكاسة اخري لجباجبو إذ أن اودينجا كان أول من دعا إلي تدخل عسكري لاجبار اودينجا علي تسليم السلطة إلي وتارا. في هذا الشأن، قال اودينجا إنه سيجري محادثات مع جباجبو لكنه ينتظر نتائج محادثات وفد (ايكواس) مع الأخير.واضاف اودينجا في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "لقد صور (جباجبو) نفسه علي انه ديمقراطي طوال عمره، ولذا عاش سنوات طويلة في المنفي في فرنسا. لذا سأحاول اقناعه بان الوقت قد حان ليضرب المثل بتصرفه". وفي جنوب افريقيا دعت الحكومة اطراف النزاع في ساحل العاج إلي تغليب مصالح الشعب العليا علي خلافاتهم الآنية واجراء حوار بشكل فوري . في تطور أخر، نفي برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية مزاعم جباجبو بأنه ضحية لمخطط دولي دبرته فرنسا ذ التي كانت تستعمر ساحل العاج سابقا- والولايات المتحدة للاطاحة به، وقال فاليرو إن هذه المزاعم "لا أساس لها ويجب ألا تصرف الأنظار عن الموقف الذي اتخذه المجتمع الدولي بأسره. في غضون ذلك، اعلنت فرنسا أنها بدأت اجراءات اعتماد سفيرا جديدا مفوض من الحسن وتارا في باريس. وهي خطوة تأتي بعد أن كان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير قد أعلن انه سيقبل اوراق اعتماد سفير وتارا.