منَّ الله علي بمنحة كنت في أشد الحاجة إليها. منَّ علي الحنان المنان بأداء العمرة في وقت أعتبره منحة المنح، حيث تكون زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ميسرة بدون زحام أو تدافع . لم أصدق نفسي عندما جاءتني الدعوة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لحضور فعاليات المؤتمر الأول حول جهود المملكة العربية السعودية في الدفاع عن القضايا الإسلامية، فهل يمكن للمرء أن يتردد في قبول مثل هذه الدعوة ؟!. جمع غفير من علماء المسلمين من شتي أرجاء الأرض لبوا مثلي الدعوة لحضور المؤتمر الذي أعد له إعدادا كبيرا، لم يترك د. العقلا مدير الجامعة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا علي المؤتمر، صغيرة ولا كبيرة إلا وبحثها، هو والفريق التابع له، وأعدوا الأبحاث، للخروج بمؤتمر ناجح، وللاستفادة من وجود علماء كبار أمثال الدكتور يوسف القرضاوي.. أعود إلي حيث الهبة والمنحة الربانية،والتي أدعو الله أن يمن بها علي كل المحبين في الله، وكل الراجين في عفوه وفي كرمه، وكل من يبحث عن طريق التوبة. تركت الدنيا ورائي، ورحت أنهل و أشرب وأرتوي، وأطوف بالكعبة المشرفة وأصلي في مقام إبراهيم عليه السلام، وفي حجر إسماعيل ويتجدد بي الشوق بمجرد أن أعود الي الفندق، حيث نداء الجسد، فلابد من النوم والراحة من أجل المواصلة، ولكن أنَّ لي أن أنام وبجواري بيت رسول الله، وبجواره الروضة الشريفة، وأنَّ لي أن تغمض عيناي، والحرم المكي علي مرمي البصر، والكعبة المشرفة تناديني، والحجر الأسعد في انتظار المشتاقين لأن يلمسوه ويقبلوه، فيروا شيئا من الجنة، وأعود أدراجي، بعد أن تجافي جنبي عن المضاجع وجافاني النوم، ولكن بلا تعب ولا ملل، أعود بشوق أكبر ورغبة أقوي في الاستمرار، ملبيا، كغيري نداء ربي . علاء عبدالهادي [email protected]